موضوع: "خاتم الزواج" ماذا يشكل بالنسبة للرجل ؟ الخميس أبريل 27, 2017 3:41 pm
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
بعضهم يلجأ إلى خاتم الزواج كوسيلة للدفاع عن حريته حتى لا يدخل القفص الذهبي ، والبعض الآخر يرى خاتم الزواج قيد يذكره دائماً بأنه رجل مسئول لا يحق له التفكير بالأخريات فيخلعه ويعيش حياته بلا عقد . الفريقين في النهاية يعطيان حواء انطباعاً عن مدى عدم تقديرهما لما يرمز إليه الخاتم ، في الوقت الذي تعتبر فيه خاتم الزواج رداء الحب الذي تضعه بكل فخر في إصبعها .
خلافات وطلاق
أحياناً يكون عدم ارتداء خاتم الزواج سبباً كافياً لدى البعض لإنهاء العلاقة من الأساس ، حيث أشارت إحدى الإحصاءات البريطانية أن 1% من حالات الطلاق في العالم تحدث بسبب عدم وضع أحد الزوجين لخاتم الخطوبة في إصبعه، وأن أكثر من 5% من المشاجرات الزوجية تشتعل نتيجة لهذا السبب، كما أظهرت الإحصائية نفسها أن نسبة الرجال الذين يرفضون الخاتم في فرنسا تصل إلى 50% ، وتنخفض في بريطانيا إلى %29.
والأمر لا يختلف في وطننا العربي، حيث أفادت دراسة جامعية حديثة أشارت إليها مجلة " سيدتي " بأن 20 % من الأزواج المصريين يرفضون وضع خاتم الخطوبة في أصابعهم بينما يوجد 6% من الزوجات يرين أنه لا توجد أي ضرورة في التحلي به.
إصبع القلب
ويرجع ارتداء خاتم الزواج إلي العهد الروماني القديم، ويرمز هذا الخاتم إلي اتحاد الرجل والمرأة سوياًً إلي الأبد، حيث يمثل شكل هذا الخاتم الأبدية حيث أنه في شكل حلقة مفرغة لا نهاية لها. أما ارتدائه في البنصر في اليد اليسرى يعتبر عادة موجودة منذ قديم الأزل حيث يعتقد الكثير من الأشخاص أنه يمتد في هذا الإصبع الوريد أو العصب الذي يتصل بالقلب مباشرة وبالتالي يدوم الارتباط ويبقي الحب الذي يستقر في مكانه الأوحد ألا وهو القلب.
إلا أن الدكتور سمير غازي طباخ ، مستشار نفسي وتربوي تطويري يؤكد احتمال وجود علاقة قوية بين الخاتم والخيانات الزوجية، فهناك رجال من ذوي العلاقات النسائية المتعددة، يقومون بخلع خاتم الزواج في محاولة لخداع النساء، وفي المقابل تقوم بعض النساء بخلع الخاتم أيضاً ، ولكن ذلك له دلالة أخرى غير الخيانة وهي أن مشاعرها تجاه صاحب الخاتم قد تغيرت، أو ربما انتهت تماماً من حياتها.
ويضيف قائلاً : " كما ينظر البعض له على أنه سلاسل وقيود وحجر للحرية، خاصة عندما يطالب ويجبر أحد الطرفين الطرف الآخر على الالتزام به طوال الوقت، وقد لا تجدي المحاضرة الطويلة عن العادات والتقاليد التي نتميز بها نحن العرب عن غيرنا من المجتمعات الغربية في حل تلك المعضلة بين الطرفين" .
وسيلة للهـروب
من المنطقي أن يكون عدم ارتداء الرجل المتزوج لخاتم الزواجعامل جذب للفتيات ، أن يكون ارتداء الأعزب له طريقة لطردهن من حياته هروباً من القفص الزهبي ، فأصبح معنى ارتدائهم لخاتم الزواج بمثابة إشارة واضحة بأنهم مرتبطون بعلاق ة جدية، أو مقبلون على الزواج، حتى يقطعوا الطريق أمام أي واحدة تسول لها نفسها بالحلم أو الأمل.
يقول خالد 28 عاما لصحيفة " دنيا الوطن " : " أغلب الفتيات اللواتي تعرفت عليهن سواء في مرحلة الدراسة الجامعية أو بعدها، كان الغرض من ذلك إقامة علاقات صداقة لا أكثر ولا أقل، نتبادل من خلالها وجهات النظر حول المشاكل والقضايا التي تشغلنا كشباب، ونقدم النصح لبعضنا البعض ، كما نخرج من اجل الترفيه عن النفس في بعض الأماكن العمومية كالمقاهي والمطاعم، إلا أني كنت أشعر مع مرور الوقت، أن العلاقة تخرج عن الإطار الذي رسمته لها في البداية، فأسمع تلميحات من طرف بعض الصديقات عن مصير تلك العلاقة وعن المستقبل، وهي تلميحات تحرجني كثيرا وأجد صعوبة في الرد عليها بشكل مباشر، لأني لا أريد أن أجرح مشاعرهن».
ويضيف خالد: " بسبب تكرار هذا الأمر أكثر من مرة اهتديت إلى فكرة وضع خاتم الخطوبة في إصبعي، لتفادي الوقوع في مثل هذا الإحراج لأني في كل مرة اختلق الأعذار وأتهرب من بعض الأسئلة المباشرة التي توجه إلي ، وبالفعل نجحت الوسيلة إلى حد كبير، ولم أعد أسمع تلك التلميحات، ولاحظت بعدها أن بعضهن قطعن علاقتهن بي إلى الأبد بسبب ذلك، ربما اعتبارا منهن أن ما قمت به هو نوع من الخيانة".
أما جمال، 40 عاما، فيرى أن بلوغه سن الأربعين من دون زواج جعله محط الأنظار وموضوعا للتساؤلات والمطاردات من قبل الفتيات سواء في العمل أو في المحيط العائلي، خصوصا وانه موظف يتقاضى راتبا محترما، ولديه شقة يوشك أن ينتهي من دفع أقساطها، ولا تنقصه سوى «بنت الحلال». وبما انه لا يجد مبررا لعدم الإقبال على خطوة الزواج سوى تردده وخوفه من الفشل ، حسب قوله ، " وهي مبررات لا يمكن الإفصاح عنها، كما لا يمكن تقبلها بسهولة في مجتمعنا الذي لا يحترم خصوصيات الآخرين، قررت وضع حد لـ " فضول الناس" الذين لا يكفون عن السؤال عن موعد زواجه بارتداء خاتم زواج".
قطعة مقدسة
في الوقت الذي يهرب الرجل فيه من ارتداء خاتم الزواج من أجل نزواته وإيقاع الحسناوات في شباكه تعتبره المرأة قطعة مقدسة هذا ما يؤكده الدكتور سمير غازي طباخ ، المستشار النفسي .
موضحاً انه مهما يحدث بين المرأة وزوجها، يظل ولاؤها لخاتم زواجها، ولا تستغني عنه لمجرد خلاف بينهما أو لأنها لا تحب أن تلبسه، بل يعتبر بالنسبة لها قطعة مقدسة والدليل على ذلك أن معظم النساء يعشن على ذكرى أزواجهن بعد الوفاة، بل ترتدي خاتمه الخاص به أيضاً بجانب خاتمها، ولكن يتحول هذا الحب الكبير إلى كره مرير عند الخيانة وعدم التفاهم وانتهاء العلاقة بينهما، أي في حالة الانفصال فقط.