يوميات أخصائية نفسية : كيف نقرب أطفالنا لصوم رمضان والعبادة فيه ؟
يوميات أخصائية نفسية : كيف نقرب أطفالنا لصوم رمضان والعبادة فيه ؟
يوميات أخصائية نفسية :
كيف نقرب أطفالنا لصوم رمضان والعبادة فيه ؟
ننتظره من يوم رحيله حتى إعلان القدوم ، ورغم أننا على علم بشهور السنة وضرورة أن يختفى علينا شهور محددة إلا أننا نظل نتساءل عنه ونناجيه ونلح فى طلب أن تقترب الأيام من بعضها البعض فلا نشعر بها حتى يأتى ، لما به من خير نعلمه ، وخير لا نعلمه فعلمه عند رب الكون ، شهر رمضان الذي ندرك متعة وجوده من كل الأجواء الإيمانية حولنا ، ورغم تشويه بعض معانيه بارتباطها بالطعام والأعمال الدرامية إلا أنه والحمدلله محتفظ بروحانياته داخلنا .
ولكى نظل محتفظين بهذه الخصوصية لرمضان فى ظل أمور كثيرة قد تساعد على خفض الإلتفات له بما وضعه الله ليكون له من كونه شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار ، شهر يضاعف الله فيه الحسنات ، فعلينا أن نحببه لأطفالنا ، فإذا كنا الأن نعانى تشويش على معانيه فليس أقل من أن الأجيال القادمة سوف تعانى حرباً لكل معانيه فلا يبقى منه سوى مهرجان المسلسلات وسفرة عامرة بأشهى المأكولات ، وعزايم وزيارات ، ثم يتحول إلى شهر مثل باقى الشهور حينما يفرغ من مضمونه الروحانى .
ويبقى السؤال كيف نجهز أطفالنا لصوم رمضان والعبادة فيه ؟
بداية اذكر كل أسرة بأن أطفالهم أماناتهم ، وأنهم يتعلمون من خلالهم ، فيأخذ التعليم سبل مختلفة منها التقليد والمحاكاة فى السنوات الأولى ، ثم المحاولة والخطأ ، ثم إعتياد ما تربى عليه ، ثم الثورة عليه بعض الشئ فى المراهقة ، ثم الإرتداد للأصل الذى عايشه منذ نعومة أظافره ..
لذلك فإن بناء مدرج قيمى ومنظومة قيمية ومعرفية وروحانية لدى الطفل لهي أولى مهام الأسرة لتكوين طفل صالح ثم شاب ناضج ثم رجل يعي مسؤلياته ، فكهلاً عابداً شاكراً لله على ما أفنا فيه عمره ، ولتحقيق ذلك :
1- أهِلي طفلك لاستقبال شهر رمضان منذ سن الرابعة بأن تروى له قصص بسيطة حول شهر رمضان والتوقف عن الطعام إبتغاء مرضات الله ، وتحدثى عن هؤلاء الذين لا يجدون قوتهم ونصوم لنشعر بهم .
2- حافظى على وجود طقوس إيمانية وروحانية لشهر رمضان بان تشترى له مصحف صغير قبل رمضان بأيام أو مع بدايته إقرئى له منه ، واخبريه أنه كتابه وعلينا أن نقرأ سوياً فى رمضان منه ، وأنك لن تقرئى فى كتابك حتى يكبر ويقرأ هو فى كتابه .
3- كافئيه على الوقت الذى يقضيه فى الإستماع ، ولا مانع من ان تشركى الأب فى العمل بأن تسأليه حين عودته عن معنى كلمة أو تفسير لمفهوم لتدخلوا جميعاً على موقع أو كتاب تفسير لتوضحوا المعنى ، فنكون بذلك وضعنا أولى لبنات التجمع الأسرى حول معنى ايمانى يرتبط بهذا الشهر .
4- اصطحبى طفلك للصلاة وحدثيه عن ثوابها خلال شهر رمضان فهى فرصة جيدة لتقليدك ومراقبتك ، وفرصة لأن يتقبلها فى البداية كطقوس فيها نقوم ونهمهم ثم نركع فنسجد وهكذا
5- انتهزى كل فرصة لإدخال مفهوم بداية صومه ، بمعنى أنه إذا استيقظ متأخر من نهاره فأبلغيه بأنه صام حتى ذلك الوقت ، وحاولى أن تظهرى فرحك بذلك ، وحين قدوم الأب بشريه بالخبر بأن ( فلان ) قد صام حتى الظهر ، فتؤخرى عنه متطلباته بعد استيقاظه عشر دقائق وهنا ليس فقط الإفادة من ذلك هو التدريب على الصوم ، ولكن التدريب على تأجيل الرغبات رغم صغر السن .
6- ذكرى زوجك بأن يصطحبه معه إلى صلاة التراويح ولو لمرات قليلة حتى يرى الجموع ويرى خصوصية رمضان فهى صلاة لا تؤدى فى غيره .
7- حاولى أن توفرى للطفل ما يحب حتى يرتبط لديه رمضان برابطة إيجابية وحاولى أن تربطيها بالإصغاء للقرأن ، أو بمتابعة الصلاة معكى ، أو بمساعدة فقير من مصروفه .
8- من المفيد أن تأخذى طفلك يوم للإفطار خارج المنزل على أن تكونى حتى وقت الأذان فى الشارع حينها سيقابلك من يقوم بتوزيع أشياء للصائمين ، ومن يبقى من المحتاجين لنتحدث هنا ببساطة عن فكرة التكافل والصراع الإيجابى على الحصول على الحسنات فى هذا الشهر الكريم .
9 – دربى طفلك على صلة الرحم ، ووضحى له أن الصوم بدونها منقوص ، وأننا قد نتأخر عن أقاربنا فى الأيام الأخرى بعض الشئ ، ولكن لابد أن نسأل عنهم ونودهم فى هذا الشهر .
10- إذا كنتى تقومى بنشاط ما خلال الشهر من تجهيز وجبات للمحتاجين أو زيارات لدور أيتام أو مسنين أو غيرها من الأنشطة اصطحبى ابنك معكِ ولا تنظرى لوجوده بوصفه معطل ، فمن إعتاد على رؤية شئ يظل يحركه طيلة حياته .
11- لا تدعى موقف ايجابى يمر دون أن تعلقى عليه ، وصرى على أن تدخلى له صورة ايجابية عن ذاته ، فإذا ما رأيتى شاباً يصنع خير فأخبريه بأنك ترى صورته مثل هذا الشاب حين يكبر ، فسوف يكون شخص طائع لله مقبلاً على عمل الخير .
12 - تعاونى مع أقاربك أو جيرانك بأن تدعى أطفالهم للمساعدة فى عمل شئ ايجابى بمناسبة رمضان ، وليكن ملابسهم التى سوف ترسلينها لجمعية ، فاجمعيهم فى مكان واحضرى وعاء لغسل الملابس – بعد أن تنظفيها قليلاً- واتركيهم يغسلونها ، ثم يتحرك بهم أحد أقاربك أو جيرانك لكيها ، ثم يجمعون من مصروفهم لمن قام بكيها ، ثم جهزى لهم مرحلة التعبئة ، ثم اصحبيهم إلى مكان التوزيع ، ثم اتبعى ذلك بلقاء إحتفالى لهم ردى لهم ألعاب أكبر مما دفعوه بحيث يشعروا بأنه تعويض الله الذى هو دائماً أكبر مما نعطى ..
هذه بعض الأمور التى يمكن أن تساعد فى إدخال أطفالنا فى المعنى العظيم للشهر الكريم ، حتى لا يتوقف معناه عن الفانوس الصينى والسجادة الصينى والمسلسلات التركي والسوري