موضوع: الإستماع والمناغاة ضروريتان لإكساب الطفل مهارة النطق الخميس سبتمبر 14, 2017 10:31 pm
الإستماع والمناغاة ضروريتان لإكساب الطفل مهارة النطق
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تشكو أمهات من بطء تعلم أطفالهن الكلام رغم بلوغهم العام الثاني وكثيرا ما تخرج الجمل من هؤلاء الأطفال غير مترابطة أو مفككة. فيما يجمع آخرون الكلمات بطريقة خاطئة أو يؤنثون المذكر أو العكس بشكل يثير سخرية الأطفال الذين يكبرونه.
ويتساءلن في قلق وحيرة هل هي ظاهرة مقلقة وتحتاج إلى تدخل علاجي؟ وهل من معرفة بالطرق والعوامل المؤثرة في تطور النطق واكتساب اللغة لديه حتى يكون بالإمكان مساعدته في النطق بشكل سليم؟
ويؤكد خبراء أنه ليس هناك ما يثير قلق الأمهات أمام هذه الحالة فكل طفل حالة قائمة بذاتها فيما يتعلق بمراحل نموه اللغوي كما في مراحل نموه الجسدي والعقلي والانفعالي.
إلى ذلك يقول استشاري الطب النفسي والخبير الدولي بأمراض التخاطب بجامعة بوسطن الأميركية الدكتور فؤاد عطية: إن ''لكل طفل خصوصيته فيما يتعلق بنموه اللغوي من حيث اعتماده على الكلمات والمفردات التي يستعملها إذ كشفت اختبارات قياس الذكاء أن جانبا منه يعتمد على المفردات التي يعرفها الطفل ويرددها''.
ويتعلم الطفل مع اكتمال عامه الثاني وفق عطية جملا قصيرة مكونة من كلمتين إلى أربع كلمات موضحا أنها كلمات محدودة بعض الشيء ويستعمل ما يعرفه منها باستعمالات مختلفة بالإضافة إلى أنها جمل خالية من أدوات الربط أو الظرف أو الضمير أو حروف العطف.
ويطلق خبراء اللغة على مرحلة ما بين سنتين وثلاث سنوات ''مرحلة الكلمتين'' إذ غالبا ما تتكون من كلمتين فقط ومن ثم يبدأ في اكتساب واستعمال المفردات التي تدل على اسم المكان والفعل والصفات والوقت فضلا عن استخدام كلمات النفي بشكل صحيح.
وفي بداية العام الثالث تزداد مهارة الطفل في اكتساب المفردات اللغوية إذ يصبح قادرا على اكتساب ما بين 20-30 كلمة جديدة في الأسبوع الواحد إلى أن يصل في نهاية العام الثالث من عمره ليكون قادرا على التكلم بصيغ الجمع واستعمال الضمائر والتحدث بلغة الماضي والمستقبل كأن يقول: بالأمس حدث كذا أو غدا سأفعل كذا... وهكذا.
ومع بلوغ الطفل سن الرابعة تصبح جمله أكثر تعقيدا فتحتوي على الأسماء والأفعال والأماكن والأزمنة بشكل صحيح تقريبا ويبدأ في إبراز لباقته وانطلاقة لسانه. وإن كان يخطئ في استعمال الجمع ولا يفرق تماما بين أنواع الجمع فنجده يقول ''قلمات'' لجمع قلم على وزن جمعه ''لتفاحات'' أو ''كرسيات'' وهكذا.
ويضيف عطية:'' مع إكمال العام الرابع تقريبا تزداد مهارة الطفل في تكوين الجمل الأكثر تعقيدا وتظهر قدرته على الربط في الكلمات وفي المعاني ويصبح بإمكانه التعبير عن الأسباب والصفات بالإضافة إلى تطور قدرته على تصنيف المواقف والتعبير عن رغباته بوضوح''.
وما بين الرابعة والخامسة من العمر تلاحظ الأم أن الطفل سيكثر من استعمال أدوات الاستفهام ويتقن إلى حدّ مّا سرد الأحداث بتسلسل زمني وما بين الخامسة والسادسة يصبح الطفل متحدثا جيدا مثل الكبار ويكون بإمكانه إيصال ما يريده بوضوح وطلاقة كما يكون بإمكانه تطبيق قواعد آداب الحديث والاستماع ويمتلك القدرة على وصف ذاته ورغباته وعواطفه أشبه بلغة الكبار. وهنا تجدر الإشارة إلى أن إتقان الطفل لمهارة الحديث والحوار عملية مكتسبة يكتسبها خلال سنوات عمره الأولى ومن خلال احتكاكه المباشر بمن حوله سواء في البيت أو الحضانة ومن خلال ثقافة المجتمع المحيط به ونوع التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها''.
من جانب آخر يقول الدكتور فؤاد عطية: ''هناك عوامل خارجية تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في تطور اللغة والنمو اللغوي لدى الطفل بغض النظر عن الفروق الفردية بين الأطفال ومن أهمها كمية المفردات واللغة التي توجه إلى الطفل بشكل مباشر من الأم وباقي أفراد الأسرة. ومحاولات المحيطين به من إقامة حوار ذي طبيعة خاصة بين وقت وآخر بدءا ب''المناغاة'' في طفولته المبكرة فضلا عن حرص الوالدين على تسمية الأشياء والموجودات المحيطة به وإثارة انتباهه إليها كلما أمكن لهما ذلك إلى جانب حسن واستثمار لعب الأطفال ولحظات اللعب في إقامة حوار متنوع ومثير لانتباهه ومن خلاله يستطيع الطفل اكتساب الكثير من المهارات والمفردات اللغوية.
وفي مرحلة لاحقة نشير إلى أهمية الاستعانة بالقصص والحكايات المصورة وتشجيع الطفل نحو التبادل الحواري مع دميته ومع الآخرين مع تدريبه مع بداية العام الثالث على فن الحوار وآدابه وكيفية إبداء رأيه أو حاجته بكلمات يسمعها ممن حوله حتى يسهل عليه اكتسابها وتشجيعه أيضا على الاستعانة بالرسم والصور وسماع الموسيقى والبرامج التليفزيونية المناسبة لعمره وتشجيعه أيضا على استعمال الكلمات الصحيحة والنطق الصحيح والكف عن نهره وتأنيبه عند الخطأ وعدم الاستهزاء والسخرية بما يقوله أو ينطق به بل نحفزه بشكل هادئ ومحبب ودون تسرع نحو النطق السليم وفي مرحلة لاحقة بإمكان الأم أن تعلم طفلها حروفا وكلمات بسيطة من خلال الرسوم والصور وحسب قدراته فبإمكانها أن تطور لديه هذه المهارة.. ويجب على الآباء والأمهات إدراك قاعدة مفيدة وأساسية وهي أن الطفل الذي يحسن وتتاح أمامه فرص جيدة من الاستماع سيتمكن بشكل جيد من التحدث بطريقة أفضل
الإستماع والمناغاة ضروريتان لإكساب الطفل مهارة النطق