موضوع: عادات صوماليه في رمضان الخميس أبريل 06, 2017 3:50 pm
يبلغ عدد سكان دولة الصومال ما يقرب من سبعة ملايين نسمة، ولا يوجد هناك إحصائيات رسمية في ذلك. وتعد هذه الدولة من الدول الإسلامية، حيث إن جميع السكان فيها من المسلمين، ولا وجود لطوائف أخرى بينهم. ويتبع المسلمون هناك المذهب الشافعي . وعلى عادة أهل الإسلام في كل مكان، يرحب الصوماليون بشهر رمضان أشد الترحيب، ويهنئ بعضهم بعضًا بحلوله . والعادة عند أهل الصومال أن يخرج البعض هناك لالتماس هلال رمضان، وإذا تأكد لدى هذا البعض ولادة هلال رمضان أعلموا الجهات المختصة بذلك، وهي بدورها تعلن ذلك عبر وسائل الإعلام . وبسبب تقسيم البلاد إلى مناطق سياسية متعددة، فقد يختلف ثبوت الشهر من مكان لآخر نظرًا لاختلاف المطالع، فيصوم كل مكان حسب رؤيتة الخاصة لهلال رمضان، ولا يعول على رؤية غيره !! والبعض يكتفي بما تقوله المملكة العربية السعودية في هذا الشأن . ولا يزال المسلمون هناك بخير؛ فهم يحافظون على سنة السحور، فالجميع يتناول وجبة السحور، التي تضم بين جنباتها طعامًا يسمى ( الهريز = الهريس ) و( المعكرونة) و( الروز ) .. أما وجبة الإفطار فتبدأ بـ ( التمر ) و( السمبوسة) و( الماء ) وشيء من العصير المرطب، ثم يبادر الناس بعدها إلى صلاة المغرب في المسجد، وعقب الصلاة يعودن إلى منازلهم لتناول وجبة إفطارهم الأساسية مع عائلاتهم، وعمدتها غالبًا ( الأرز ) و( اللحم ) كما وتضم مائدة الإفطار الصومالية بعض الأشربة الخاصة بالصائمين، كـشراب ( الليمون ) وشراب ( الحليب ). أما الحلويات فهي متعددة، ويأتي في مقدمتها ( التمر ) و( الكعك ) . بعد تناول وجبة الأفطار واستعادة الصائمين لنشاطهم، يُهرع الجميع إلى المساجد - رجالاً ونساء، وكبارًا وصغار، وشبابًا وشيوخًا - لأداء صلاة التراويح، حيث تصلى في أغلب المساجد عشرين ركعة، يتخللها أحيانًا كلمة طيبة، أو موعظة حسنة، وتقال بعض الأذكار أثناء ركعات التراويح، كـ ( التشهد = أشهد ألا إله إلا الله ) و( الاستغفار ) وعادة ما يختم القرآن في صلاة التراويح في ليلة السابع والعشرين من رمضان . وتعقد في المساجد كثير من دروس العلم، وحلقات تلاوة القرآن بعد صلاة التراويح، وفي بعض المساجد تعقد تلك الدروس والحلقات قبل صلاة العشاء، ويتولى أمر هذه الدروس والحلقات أهل العلم من تلك البلاد . وتلقى ليلة القدر عند الصوماليين - وهم يعتقدون أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان - إقبالاً حسنًا، وحضورًا طيبًا، حيث يخرج الناس هناك لإحياء هذه الليلة، ويمكثون في المساجد حتى مطلع الفجر، ثم يؤدون صلاة الفجر في جماعة، ويقفلون بعدها عائدين من حيث أتوا . أمسيات أهل الصومال في رمضان متنوعة، يتراوح قضاؤها بين صلاةالتراويح، والزيارات العائلية، وبعض السهرات الاجتماعية، حيث يكون هذا الشهر مناسبة للاجتماع والالتقاء وتجديد الصلة بين الناس بعد أن أذهبتها هموم الحياة اليومية . والخير في تلك الديار لا يزال قائمًا ومستمرًا، رغم ما تشهده تلك البلاد من نزاع وصراع؛ فيحرص أهل الفضل والسعة هناك على إقامة موائد الإفطار اليومية، يدعون إليها الفقراء والمساكين وذوي الحاجة؛ كما ويسارع الناس في تلك الديار إلى إخراج زكاة الفطر ودفعها إلى مستحقيها من الناس، والناس هناك يفعلون ذلك بأنفسهم؛ إذ لا توجد جهات رسمية أو جمعيات خيرية تتولى أمر الجمع والتوزيع . ومن العادات الملحوظة عند أهل الصومال الجهر بنية الصيام بعد صلاة المغرب من كل يوم، فهم يقولون جماعة: ( نويت صوم يوم غدٍ أداء فرض رمضان) ! ومن أبرز العادات السيئة التي يعانيها بعض الصوماليين تعاطي القات، الذي لا يتوقف تعاطيه خلال هذا الشهر الفضيل، وهو يقضي على روحانية هذا الشهر وبركته، حيث يستنـزف كثيرًا من الأموال التي تكلف البلاد والعباد لأجل إحضاره من الدول المجاورة . ونظرًا لتعلق الكثير بهذه العادة السيئة، فإنهم لا يصبرون على طول صلاة التراويح، ويمنعهم التفكير في هذا المشروب من الخشوع والاطمئنان في صلاتهم، حيث يكونون في عجلة من أمرهم، لأجل قاتهم، بل إن البعض منهم يُصرُّ أن يؤمهم من يقرأ عليهم قصار السور، ويلحِّون عليه أن لا يطيل في القراءة عليهم، حتى ينطلقوا مسرعين إلى مجالس القات !!! اسلام ويب
كلمه اخيره لـــ
أحمد عبد السلام يبدأ الصوم في مختلف أنحاء العالم من طلوع الفجر الصادق، وينتهي بمغيب قرص الشمس كاملا خلف الأفق، وقت أذان المغرب، ولكن في الصومال قد يغيب قرص الشمس ويحل الظلام دون أن يجد الملايين من الصوماليين ما يسد رمقهم ويذهب جوعهم في ظل معاناتهم من أسوأ مجاعة تمر بها بلادهم منذ 20 عاما وأسوأ موجة جفاف يمر به جنوب البلاد منذ ستين عاما، الأمر الذي اضطر مئات الآلاف للنزوح من مدنهم وقراهم في الجنوب إلى مناطق أخرى في البلاد أو في دول مجاورة، ورغم تلك المعاناة فإن الشعب الصومالي يستقبل شهر رمضان بكل حفاوة وترحاب، داعين الله أن يفرج كربهم، وأن يسود الأمن والأمان بلادهم. ويقضي عدد كبير من النازحين الصوماليين رمضان هذا العام في مخيمات بالعاصمة مقديشو ومدن أخرى، دون أن يجدوا ما يفطرون عليه، في الوقت الذي تتزايد فيه الدعوات المحلية للتكاتف وتقاسم الإفطار مع النازحين والفقراء خلال شهر رمضان المعظم، فيما يتزايد نشاط الجمعيات الخيرية في دول عدة من بينها قطر وتركيا لتنظيم حملات الدعم والإغاثة للفقراء والمساكين والنازحين خلال الشهر الكريم. يأتي هذا فيما دعت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" إلى توفير المساعدات الإنسانية الأساسية لنحو 8 ملايين نسمة يواجهون مخاطر المجاعة وانعدام الأمن وسوء التغذية خاصة الأطفال في الصومال وأثيوبيا وكينيا. وأوضحت المنظمة — في بيان أصدرته بالعاصمة الكينية نيروبي — أنه بالرغم من جهودها الحثيثة لمساعدة ملايين الأطفال على البقاء أحياء هم وأسرهم، إلا أن هناك العديد منهم لم تصل إليهم أي معونات إنسانية ضرورية خاصة بمناطق الجفاف في الصومال وكينيا وأثيوبيا وجيبوتي، وحذر البيان من أن ثلث سكان الصومال أي 2.5 مليون نسمة في أشد الحاجة لمعونات إنسانية طارئة. ورغم أن الأمم المتحدة أعلنت في فبراير الماضي انتهاء المجاعة في الصومال، لكن الظروف ما زالت بالغة الهشاشة وتشهد مزيدا من التفاقم بسبب الأمطار الضعيفة واستمرار المعارك، وما يزال يعاني خمس الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات سوء التغذية في هذا البلد الذي شهد حربا أهلية استمرت عقدين ويواجه موجات جفاف مزمنة وسوء تغذية حادا، وتفيد التقديرات أن الجفاف الذي أصاب القرن الأفريقي العام الماضي مضافا إلى المعارك المستمرة في الصومال قد حصد عشرات آلاف الضحايا في البلاد. أوضحت مفوضية شؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين الصوماليين في منطقة القرن الافريقي قد تجاوز حاجز المليون شخص، وذكر الموقع الالكتروني لمفوضية شؤون اللاجئين ان الغالبية العظمى من اللاجئين فروا نتيجة عدم توافر الامن والمواد الغذائية، مشيراً الى أن الوجهتين الرئيسيتين للفارين من الصومال هما كينيا واثيوبيا