موضوع: رمضان في فلسطين الخميس أبريل 06, 2017 4:08 pm
رمضان في فلسطين الجريحة
أطفال مسحت الابتسامة من على وجوههم، وعائلات تعيش من غير مأوى.. متنقلين بين الخيام والشوارع لا يجدون سوى خيام تحتضنهم بحلول شهر رمضان الكريم بعد أن حرموا من المسكن والمأكل وحتى من الأغطية، وآخرون يفطرون على أذان المغرب وهم محاصرون على الحواجز الصهيونية، فما إن يلملم قطاع غزة جروحه حتى يعود الاحتلال ليفتحها من جديد، فالأوضاع تبدو مأساوية في كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
إلى جانب شلل في الحركة الاقتصادية، حيث يعتمد مجتمعنا على المساعدات الخارجية، بعد أن بلغت نسبة الفقر في قطاع غزة 68%، ومعدل البطالة ارتفع فوق 70%، أيضاً هناك ما لا يقل عن60% يعانون من الفقر المدقع، حسب الإحصائيات. معاناة في كل مكان: الدمار طال كافة أزقة مخيم جباليا، بيوت هدمت على رؤوس أصحابها والشهداء بالجملة حيث زاد العدد على 140 شهيداً نتيسجة الاجتياح الاخير . ، والصواريخ الصهيونية استهدفت منازل الفلسطينيين فهدمتها وجُرفت المزارع والأشجار، وأصبح مخيم جباليا يعيش حياه.. منعزلة عن المناطق الفلسطينية المتاخمة له.
والحال ينسحب على كافة مناطق الضفة والقطاع ... فالاحتلال خلف ورائه القتل والهدم والتجريف والفقر ... في كل مكان من فلسطين ..... 3500 شهيد منذ اندلاع الانتفاضة .... رحلوا عن ذويهم الذين يستذكرونهم في هذا الشهر على موائد الافطار ... برغم قساوة ومرارة الظروف ...
صلة الرحم قطعتها الجدران الفاصلة:
ويعتبر شهر رمضان أحد الأشهر المميزة التي يحرص فيه الأهل والأقارب في فلسطين على الاجتماع حول مائدة واحدة ساعة الإفطار، تأكيداً على الترابط والمودة وصلة الرحم.
ويُجمع الفلسطينيون بأن الحصار الصهيوني المستمر وبناء الجدار الفاصل على الأراضي الفلسطينية وتقطيع أوصال المناطق يحرمهم من هذه المتعة التي طالما انتظروها على مدار العام.
فهذا المواطن محمد أبو شقرة من مدينة رام الله لم يعد يستطيع هذا العام الذهاب إلى بيت ابنته في قرية حزما شمالي مدينة القدس والذي لا يبعد عن مدينة رام الله سوى عشرة كيلو مترات، وقد حاول المرور عبر حاجز قلنديا هو وزوجته لكن جنود الاحتلال منعوهما من الخروج بحجة عدم حيازتهما للتصاريح التي تصدرها الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال.
يمنعون من أداء عباداتهم:
ولا يُخْفي المواطنون الفلسطينيون قلقهم حيال الأوضاع التي يمرون بها، وتأثيراتها السلبية على أداء العبادات التي اعتادوا على أدائها كل عام في الشهر المبارك، خصوصا في المسجد الأقصى المبارك.
فالشيخ أبو أنس الواعظ في مسجد النبي صموئيل شمالي مدينة القدس يشعر وكأنه فقد عزيزًا عليه، كيف لا وهو لن يتمكن من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك رغم انه لا يبعد عن مكان سكناه سوى سبعة كيلو مترات فقط، ولكن "طامته الكبرى" أنه يحمل هوية الضفة الغربية والتي لا يسمح لحامليها الدخول إلى مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
ويقول الشيخ أنه دأب منذ سنوات طويلة على الصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وكان يقضي أكثر وقته هناك، وتضرَّع الشيخ أبو انس إلى المولى العلي القدير أن يكشف هذه الغمة ويحرر المسجد الأقصى من دنس الاحتلال، ليتسنى للمواطنين التمتع بالعبادة فيه.
وتبدو شوارع القدس حزينة فزوارها قلائل بالنسبة لجمع رمضان في السنوات السابقة حيث كان يأتي إليها ما يقارب نصف مليون مصلٍّ من مختلف المناطق، ولكن هذا العام يقدر خطباء المسجد الأقصى المبارك أعداد المصلين الذين تمكنوا من أداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان بـ(25-30) ألف مصلٍّ.
هذا وناشد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري جميع المواطنين الفلسطينيين التوجه إلى المسجد الأقصى لإعماره والصلاة وفيه، والصلاة في كل مكان يمنعون عنده من الوصول إلى المسجد، وذلك لإعمار المسجد الأقصى الحزين لقلة عدد المصلين فيه بسبب حواجز الاحتلال.
ودعا صبري الأمة العربية والإسلامية إلى تذكر بيت المقدس والمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، وذلك خلال شهر رمضان الفضيل.. شهر الرحمة والتماسك والترابط.
أسواق راكدة وبضائع مكدسة بلا زبائن:
وانعكست الإجراءات والممارسات الاحتلالية بصورة جلية هذا العام على كافة مناحي الحياة الاقتصادية، فبالرغم من الازدحام في حركة المواصلات، وامتلاء الأسواق بالمواطنين الفلسطينيين، إلا أن الحركة التجارية تميزت بالركود بالمقارنة مع السنوات التي سبقت انتفاضة الأقصى.
ويعزو العديد من المواطنين حالة الركود التي تشهدها الأسواق التجارية رغم حلول شهر رمضان إلى تفشي البطالة بشكل غير مسبوق، جراء الحصار المشدد، ناهيك عن اعتداءاتها المستمرة على مختلف نواحي الحياة الفلسطينية، بما في ذلك، تدمير القطاع الزراعي، وهدم المنازل والمنشآت المدنية، مما ساهم في تردي الأوضاع الاقتصادية.
يؤكد أحد أصحاب البسطات وهو ينظر بحسرة إلى أكوام البضائع الرمضانية أن العشرات من المواطنين يفضلون النظر إلى البضائع دون أن يشتروا منها شيئا في الوقت الذي يدخرون أموالهم للمواد الأساسية كالخضار والطحين، بينما باتوا يعتبرون هذه من الكماليات التي لا حاجة لاقتنائها.
هذا التقرير يشرح الحال في شهر رمضان المبارك .... فقر ... وقتل ... وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها ... واقتلاع الاشجار والمزارع ... وقطع الارزاق .. ومنع من التواصل والزيارات .. ومنع من العبادات .... حتى صلاة التراويح ممنوعة في اغلب مدن وقرى فلسطين بسبب سياسة حظر التجول اليلي التي تفرضها سلطات الاحتلال ...
نسال الله العلي القدير ان يفرغ علينا صبرا ... وان يثبت اقدامنا ... وان ينصرنا على القوم الكافرين ... وان يطهر المسجد الاقصى من دنس المحتلين الصهاينة . منقول اللهم آمين