موضوع: المنابر في المسجد النبوي الأربعاء مايو 24, 2017 3:38 pm
المنابر في المسجد النبوي....
[size=32]
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه افضل صلاة وأتم تسليم
موضوعي هذا أحبتي يتناول دور المنبر في حياة المسلمين وأهميته في نشر الدين الاسلامي والدعوة له وهو يحمل في طياته قصة اتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم للمنبر أول مرة وقصة الجذع الذي بكى حزنا على ترك الرسول صلى الله عليه وسلم له...من باب التذاكر لسيرته العطرة واتخاذها نبراسا نهتدي به في حياتنا التي نسعى جميعا لجعلها وفق سنته صلى الله عليه وسلم
قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي وعن أنس رضي الله عنه قال. قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء . وعن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين آثمة عند منبري هذا فليتبوأ مقعده من النار ولو على سواك أخضر ويعتبر المنبر تطورا واضحا من المنبر الذي اتخذه الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة المنورة، فقد كثر المسلمون واتسع المسجد، وأقبلت الوفود تترى متسابقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتسمع منه، فتدخل في الإسلام، وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم يستند إلى جذع نخلة أثناء خطبته إذا طال به الوقت. كما جاء في الحديث عن ابن بريدة، عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب قام فأطال القيام، فكان يشق عليه قيامه، فأتى بجزع نخلة، فحفر له وأقيم إلى جنبه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب، وطال القيام عليه استند إليه فاتكأ عليه، فبصر به رجل كان ورد المدينة، فقال لمن يليه من الناس: لو أعلم أن محمدا يحمدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلسا يقوم عليه، فإن شاء جلس ما شاء، وإن شاء قام. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أتوني به " فأتي به فأمره أن يصنع له هذه المراقي، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك راحة. فلما فارق النبي صلى الله عليه وسلم الجذع، وعمد إلى الذي صنع له، جزع الجذع فحن كما تحن الناقة حين فارقه النبي صلى الله عليه وسلم فسمع بريدة عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع الجذع رجع إليه فوضع يده عليه وقال: اختر أن أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت، وإن شئت فأغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها وعيونها، فيحسن نبتك، وتثمر، فيأكل أولياء الله من ثمرتك فعلت فزعم أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " نعم فعلت ". مرتين. فسئل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أحب أن أغرسه في الجنة" .
وعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة يسند ظهره إليها، فلما كثر الناس قال: "ابنوا لي منبرا". فبنوا له منبرا له عتبتان، فلما قام على المنبر يخطب حنت الخشبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أنس: وأنا في المسجد، فسمعت الخشبة تحن حنين الواله، فما زالت تحن حتى نزل إليها فاختضنها فسكتت
فكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى، ثم قال: يا عباد الله، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه، لمكانه من الله عز وجل، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه .
وعن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فأتاه رجل رومي فقال: "اصنع لي منبرا أخطب عليه ". فصنع له منبره هذا الذي ترون، فلما قام عليه يخطب حن الجذع حنين الناقة إلى ولدها، فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضمه إليه فسكت، فأمر به أن يدفن ويحفر له .
قال ابن النجار: طول منبر النبي صلى الله عليه وسلم- أي ارتفاعه- ذراعان وشبر وثلاثة أصابع، وعرضه ذراع راجح، وطول صدره- أي ارتفاع مسنده- وهو مستند النبي صلى الله عليه وسلم ذراع، وطول رمانتيه اللتين كان يمسكهما بيديه الكريمتين إذا جلس، شبر وإصبعان .
وروى يحيى عن ابن أبي الزناد: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس على المجلس، ويضع رجليه على الدرجة الثانية، فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه قام على الدرجة الثانية، ووضع رجليه على الدرجة السفلى، فلما ولي عمر رضي الله عنه، قام على الدرجة السفلى، ووضع رجليه على الأرض إذا قعد، فلما ولي عثمان رضي الله عنه، فعل ذلك ست سنين من خلافته، ثم علا إلى موضع النبي صلى الله عليه وسلم وكان عثمان رضي الله عنه أول من كسا المنبر قبطية .
وقد تعددت درجات المنبر فيما بعد، كما تعددت صناعته، فكان يصنع أحيانا من الخشب أو من المرمر، أو من الرخام- كما سنرى بعد قليل-. تطور المنبر في المسجد النبوي الشريف
كان المنبرعلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين يتكون من درجتين ومقعد، كما سبق ذلك.
لما انتقل الأمر إلى الدولة الأموية، زاد معاوية بن أبي سفيان في المنبر فجعله ست درجات، ومقعدا.
ولما انتقل الأمر إلى الدولة العباسية، قام بعض الخلفاء بتجديد المنبر نظرا لتقادم صناعته.
في عام 654 هـ: احترق المسجد النبوي الشريف واحترق المنبر أيضا، فأرسل الملك المظفر صاحب اليمن منبرا جديدا له رمانتان فنصب في موضع المنبر النبوي الشريف، وبقي عشر سنوات يخطب عليه.
وفي سنة 664 هـ: أرسل الظاهر بيبرس البندقاري منبرا جديدا، فقلع منبر صاحب اليمن، ونصب منبر الظاهر محله، وخطب عليه حتى سنة 797 هـ، حيث بدأ فيه أكل الأرضة.
في عام 797 هـ: أرسل الظاهرة برقوق منبرا جديدا، حل محل منبر الظاهر بيبرس.
في عام 820 هـ: أرسل المؤيد شيخ منبرا جديدا، حل محل منبر الظاهر برقوق.
في عام 886 هـ: احترق المسجد النبوي الشريف، فاحترق منبر المؤيد شيخ معه، فبنى أهل المدينة منبرا بالآجر طلي بالنورة، ووضع في محله ظنا منهم صواب وضعه.
في عام 888 هـ: أرسل الأشرف قايتباي منبرا من الرخام، فأزيل المنبر الذي بناه أهل المدينة، ووضع فكانه.
في عام 998 هـ: أرسل السلطان مراد العثماني منبرا مصنوعا من الرخام جاء في غاية الإبداع، ودقة صناعته، وروعة زخرفته ونقوشه، وطلي بماء الذهب، فنقل منبر قايتباي إلى مسجد قباء. ووضع منبر السلطان مراد مكانه. وهو الموجود في المسجد النبوي الشريف الآن . [/size]