القصص النبويَّة في نفحاتٍ رمضانية ../متجدد -17
القصص النبويَّة في نفحاتٍ رمضانية مع ما تيسر من فقه الصِّيام / متجدد - 17
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم بلغ جميع المسلمين رمضانات
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم أغفر وارحم لحيِّنا وميتنا ولصغيرنا ولكبيرنا ولذكورنا ولإناثنا
اللهم أعنا على الصِّيام والقيام وقراءة القرآن ووفقنا لصالح الاعمال
اللهم بارك لنا في كلِّ شيءٍ
اللهم نسألك حسن الخاتمة
وانْ لا تحرمنا منْ حوضِ نبيِّك
اللهم : صلّي وسلمْ وباركْ عليه وعلى آله وأزواجه وذرّيته
ولا تحرمنا منْ شفاعته
اللهم إنا نسألك رضاك والفردوس الأعلى منْ الجنَّة
ونعوذ بك من سخطك والنَّار
آمين يا الله يا بر ويا رحيم
الإخوة و الأخوات : حفظكم الله تعالى ورعاكم
وأسعدكم في الدنيا والآخرة
آمين
تفضلوا معي وعلى بركة الله تعالى
مع
القصص النبويَّة في نفحاتٍ رمضانية
مع ما تيسر من فقه الصِّيام
الحمد لله رب العالمين
اللهم صلّي وسلمْ وباركْ على سيدنا مُحَمَّدٍ
وعلى آله وأزواجه وذرّيته وأصحابه
وأخوانه من الأنبياء والصِّديقين والشُّهداء والصَّالحين
وعلى أهلِّ الجنَّة والملائكة أجمعين
كما تحبه وترضاه يا رب
آمين
.................................................. ............
الخضر عليهِ السَّلام حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { قَامَ مُوسى النَّبِيُّ ، خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَسُئِلَ : أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟؟؟ ، فَقَالَ : أَنَا أَعْلَمُ !!! ، فَعَتَبَ اللهُ عَلَيْهِ ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ ، فَأَوْحى اللهُ إِلَيْهِ : أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي ، بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ ، هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ !!! قَالَ : يَا رَبِّ وَكَيْفَ بِهِ ؟؟؟ ، فَقِيلَ لَهُ : احْمِلْ حُوتًا ، فِي مِكْتَلٍ ، فَإِذَا فَقَدْتَهُ ، فَهُوَ ثَمَّ ، فَانْطَلَقَ ، وَانْطَلَقَ بِفَتَاهُ يُوشَعُ بْنِ نُونٍ ، وَحَمَلاَ حُوتًا ، فِي مِكْتَلٍ ، حَتَّى كَانَا عِنْدَ الصَّخْرَةِ ، وَضَعَا رُؤُوسَهُمَا وَنَامَا ، فَانْسَلَّ الْحُوتُ ، مِنَ الْمِكْتَلِ ، فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ، وَكَانَ لِمُوسى وَفَتَاهُ عَجَبًا ، فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمَهُمَا فَلَمَّا أَصْبَحَ ، قَالَ مُوسى لِفَتَاهُ : آتِنَا غَدَاءَنَا ، لَقَدْ لَقِينَا ، مِنْ سَفَرِنَا هذَا نَصَبًا ، وَلَمْ يَجِدْ مُوسى مَسًّا ، مِنَ النَّصَبِ ، حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ ، الَّذِي أُمِرَ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ : أَرَأيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ ، فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ، قَالَ مُوسى : ذلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي !!!! فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ ، إِذَا رَجُلٌ : مُسَجًى بِثَوْبٍ ، ( أوْ قَالَ تَسَجَّى بِثَوْبِهِ ) ، فَسَلَّمَ مُوسى ، فَقَالَ الْخَضِرُ : وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلاَمُ ؟؟؟؟ ، فَقَالَ : أَنَا مُوسى ، فَقَالَ : مُوسى بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟؟؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي ، مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ؟؟؟ ، قَالَ : إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا !!!! ، يَا مُوسى : إِنِّي عَلَى عِلْمٍ ، مِنْ عِلْمِ اللهِ ، عَلَّمَنِيهِ ، لاَ تَعْلَمُهُ أَنْتَ ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ ، عَلَّمَكَهُ لاَ أَعْلَمُهُ !!!! ، قَالَ : سَتَجِدُنِي : إِنْ شَاءَ اللهُ صَابِرًا ، وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْرًا ، فَانْطَلَقَا : يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ ، لَيْسَ لَهُمَا سَفِينَةٌ ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ ، فَكَلَّمُوهُمْ : أَنْ يَحْمِلُوهُمَا ، فَعُرِفَ الْخَضِرُ ، فَحَمَلُوهُمَا ، بِغَيْرِ نَوْلٍ ، فَجَاءَ عُصْفُورٌ ، فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَفِينَةِ ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ ، فِي الْبَحْرِ ، فَقَالَ الْخَضِرُ : يَامُوسى : مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ ، مِنْ عِلْمِ اللهِ ، إِلاَّ كَنَقْرَةِ هذَا الْعُصْفُورِ ، فِي الْبَحْرِ ، !!! فَعَمَدَ الْخَضِرُ ، إِلَى لَوْحٍ ، مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ ، فَنَزَعَهُ ، فَقَالَ مُوسى : قَوْمٌ حَمَلُونَا ، بِغَيْرِ نَوْلٍ ، عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ ، فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا ؟؟؟ ، قَالَ : أَلَمْ أَقُلْ : إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا !!! قَالَ : لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ، فَكَانَتِ الأُولَى ، مِنْ مُوسى نِسْيَانًا فَانْطَلَقَا ، فَإِذَا غُلاَمٌ ، يَلْعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ ، بِرَأْسِهِ مِنْ أَعْلاَهُ ، فَاقْتَلَعَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ !!!! ، فَقَالَ مُوسى : أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً ، بَغَيْرِ نَفْسٍ ؟؟؟؟ قَال َ: أَلَمْ أَقُلْ : لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا !!! فَانطَلَقَا ، حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ ، اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ، فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ، فَأَقَامَهُ ، قَالَ : الْخَضِرُ بِيَدِهِ ، فَأَقَامَهُ !!! ، فَقَالَ لَهُ مُوسى : لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ؟؟؟؟ ، قَالَ : هذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ، قَالَ : النَبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَرْحَمُ اللهُ مُوسى ، لَوَدِدْنَا لَو صَبَرَ ، حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا }( متفقٌ عليهِ ).
إيضاحات : - [ فعتب : لم يرض منه بذلك ، وأصل العتب المؤاخذة ، بمجمع البحرين : ملتقى البحرين ، وفي تسمية البحرين أقوال ، فهو ثم : أي هناك ، فتاه : أي صاحبه ، حوتا : الحوت السمكة ، مكتل : وعاء يسع خمسة عشر صاعاً ، فانسل : خرج برفق وخفة ، سرباً : مسلكا يسلك فيه ، نصباً : تعبا ، مساٍ : أثرا وفي رواية ، شيئا ، مسجى : مغطى ، وأنى بأرضك السلام : كيف تسلّم ، وأنت في أرض لا يعرف فيها السّلام ، نول : أجر ، فعمد : قصد ، الأولى : المسألة الأولى ، زكية : طاهرة لم تذنب ، استطعما : طلبا طعاماً ، ينقضّ : يكاد يسقط ، قال الخضر بيده : أشار بها ، من أمرهما : ممن الأعاجيب والغرائب ، لقد بلغت من لدني عذرا : معناه قد بلغت إلى الغاية ، التي تعذر بسببها في فراقي ، ما نقص علمي وعلمك : قال العلماء : لفظ النقص هنا ، ليس على ظاهره ، وإنما معناه : أن علمي وعلمك ، بالنسبة إلى علم الله تعالى ، كنسبة ما نقره هذا العصفور ، إلى ماء البحر ، وهذا على التقريب ، إلى الأفهام ، وإلا فنسبة علمهما أقل وأحقر ].
من عبر القصة : -
أ – بيان قدر نبيّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حيث أطلعه الله تعالى ، على علوم الأُمّم السابقة واللاحقة ، بل أطلعه على النار ، وما فيها , والجنّة وما فيها.
ب – بيان كون سيدنا موسى عليه السلام ، كان يخطب في قومه.
ت – ظن سيدنا موسى ، انه أعلم ، أهل ألارض ، كونه رسولاً نبياً ، ومن أولِ العزم الخمسة { سادتنا محمّد / نوح / أبراهيم / موسى / عسيى صلّى اللهُ تعالى عليهم وسلّم } ، وهو كليم الله تعالى.
ث - فضيلة طلب العلم ، من أهله ، حتى لو تكلف بالسفر.
ج – بيان : فضل العبد الصالح ، سيدنا الخضر عليه السلام.
ح – بيان طلب الرخصة أو الاذن ، لمن أراد مصاحبة اهل العلم.
خ - بيان : التخصص بالعلوم.
د – بيان : تواضع سيدنا موسى عليه السلام ، وتقديم ضمانات مشروطة ، لإقناع الطرف الآخر ، للموافقة على أصطحابه.
ذ – بيان : لتواضع سيدنا الخضر عليه السلام ، وكون علمهما ، لا شيء أمام ، علم الله تعالى ، وصدق الله العظيم ، حيث يقول : { ...... وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }يوسف76
ر – أستنكار سيدنا موسى عليه السلام ، لأفعال الخضر عليه السلام ، كانت لعدم علمه ، بتؤيل ذلك .
ز – فضيلة الإيفاء بالشروط ، فقد ( روى البخاريّ ) ، عن سعيد بن جبير ، قال إنا لعند ابن عباس رضي الله عنهما ، قال حدثني أبي بن كعب قال : [ .....قال {أَلَمْ أَقُلْ : إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا !!! } ، كانت : الأولى نسيانا والوسطى شرطا والثالثة عمدا ].
إيضاح : - [ ( الأولى ) اعتراضه على خرق السفينة ، ( نسيانا ) للشرط عليه : أن لا يسأله عن شيء ، حتى يخبره عنه ، ( الوسطى ) اعتراضه على قتل الصبي ، ( شرطا ) سببا للشرط : الذي شرطه على نفسه ، وهو قوله : { قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً }الكهف76 ، وكان ذلك من موسى عليه السلام شرطا ، بالقول لم يقع عليه إشهاد ولا كتابة ، ( الثالثة ) اعتراضه على بناء الجدار دون أخذ أجرة عليه . ( عمدا ) قصدا ].
س – بيان لحق صاحب العلم ، من إنهاء التعليم ، متى ما أنتفت الشروط بينهما.
ش – لو صبر سيدنا موسى عليه السلام ، لتعلمنا الكثير ، من علوم الخضر عليه السلام.
ص – بيان ، لكرامات أولياء الله تعالى ، وما حباهم ، من علوم من لدنه سبحانه وتعالى ، وما أكرمهم من التمكين.
ض – من الصفات الرائعة ، التي يتصف بها ، أولياء الله تعالى ، هي ألأدب مع الله تعالى ، فقد أخبرنا القرآن العظيم ، عن قول الخضر عليه السلام ، وهو يؤل أفعاله لسيدنا موسى عليه السلام ، قائلاً : ] قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً{78} أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً{79} وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً{80} فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً{81} وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً{82} ] سورة الكهف ، فلو دققنا النظر في الجمل الآتية : {{ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا }} ، {{ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا }} ، {{ فَأَرَادَ رَبُّكَ }} ، لوجدنا في طياتها ، أدب الخضر عليه السلام ، مع الله تعالى ، فعلى الرغم ، من أن الذي قام به ، الخضر عليه السلام ، هو بأمر من الله تعالى ، {{ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي }} ، فإنه قال في شأن السفينة ، والحاق العيب بها : {{ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا }} ، فنسب ذلك لنفسه ، وعند قتل الغلام ، فقد بين ، {{ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا }} ، وكانه دعاء ورغبة الى الله تعالى ، من الخضر عليه السلام ، بأبدال الغلام العاق لوالديه ، بآخر صالحا ، لإنَّ انهاء الحياة ، لا يكون الا لله تعالى ، فهو المحي والمميت سبحانه ، وأما قوله : {{ فَأَرَادَ رَبُّكَ }} ، فيبين كرم الله تعالى ، لأوليائه ، وان الله تعالى قد حفظ مال اليتيمين ، إكراماً لصلاح أحد الآباء لهما .
[[ وجاء في تفسير ابن كثير : رحمه الله تعالى : وقوله : { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } فيه دليلٌ على : أن الرجل الصالح ، يُحفظ في ذريته ، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة ، بشفاعته فيهم ، ورفع درجتهم إلى أعلى درجة ، في الجنة لتقر عينه بهم ، كما جاء في القرآن ووردت السنة به ، قال سعيد بن جبير عن ابن عباس : حفظا بصلاح أبيهما ، ولم يذكر لهما صلاح ، وتقدم أنه كان الأب السابع ]] [ فالله أعلم ].
ط – ذكر العصفور كطير
صدقةٌ في غيرِ موضعِها عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قَالَ : { قَالَ رَجُلٌ : لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ : تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ !!! ، فَقَالَ : اللهمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ ، فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ : تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ !!! ، فَقَالَ : اللهمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، عَلَى زَانِيَةٍ !! لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ ، فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ غَنِيٍّ ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ : تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ !!! ، فَقَالَ : اللهمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، عَلَى سَارِقٍ ، وَعَلَى زَانِيَةٍ ، وَعَلَى غَنِيٍّ !!! ، فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ : أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ ، عَنْ سَرِقَتِهِ ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ ، فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ ، عَنْ زِنَاهَا ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ ، فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ ، فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ الله } ( رواه البخاري ومسلم ).
إيضاحات : - c] فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ : أَيْ : وَهُوَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ سَارِق ، فَقَالَ : اللهمَّ لَك الْحَمْد : أَيْ : لَا لِي ، لِأَنَّ صَدَقَتِي ، وَقَعَتْ بِيَدِ مَنْ لَا يَسْتَحِقُّهَا ، فَلَك الْحَمْدُ ، حَيْثُ كَانَ ذَلِكَ ، بِإِرَادَتِك لَا بِإِرَادَتِي ، فَإِنَّ إِرَادَةَ الله كُلّهَا جَمِيلَة ، فَسَلَّمَ وَرَضِيَ بِقَضَاءِ الله ، فَحَمِدَ الله عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، لِأَنَّهُ الْمَحْمُودُ عَلَى جَمِيعِ الْحَالِ ، لَا يُحْمَدُ عَلَى الْمَكْرُوهِ سِوَاهُ ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : { كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ ، قَالَ : الْحَمْدُ لِله الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ } ( حسن رواه ابن ماجه ) ، أُتِيَ : أُرِيَ فِي الْمَنَامِ ] .
من عبر القصة :-
أ - أَنَّ نِيَّةَ الْمُتَصَدِّقِ ، إِذَا كَانَتْ صَالِحَة ، قُبِلَتْ صَدَقَتُهُ ، وَلَوْ لَمْ تَقَعْ الْمَوْقِع ، وَاخْتَلَفَ الْفُقَهَاء ، فِي الْإِجْزَاءِ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ ، فِي زَكَاةِ الْفَرْضِ.
ب - فَضْل صَدَقَة السِّرِّ ، وَفَضْل الْإِخْلَاص .
ت - اسْتِحْبَاب إِعَادَة الصَّدَقَة ، إِذَا لَمْ تَقَعْ الْمَوْقِع .
ث - الْحُكْمَ لِلظَّاهِرِ ، حَتَّى يَتَبَيَّنَ سِوَاهُ .
ج - بَرَكَة التَّسْلِيم وَالرِّضَا ، وَذَمَّ التَّضَجُّرِ بِالْقَضَاءِ ، كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : لَا تَقْطَعُ الْخِدْمَةَ وَلَوْ ظَهَرَ لَك عَدَم الْقَبُولِ .
........................................
السؤال(33):من كانت عليه كفارة إطعام مساكين؛فكيف يكون الإطعام؟
الجواب:من كان عليه كفارة إطعام مساكين لعدم استطاعة الصوم؛فإنه مخير بين أن يصنع طعاما فيدعو إليه المساكين بحسب الأيام التي عليه؛باعتبار كل مسكين عن يوم؛وإن شاء أطعمهم طعاماً غير مطبوخ ؛عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد لكل مسكين؛وينبغي في مثل هذه الحالة أن يجعل معه شيئاً من اللحم ونحوه حتى يصدق عليه اسم إطعام مسكين ، ووقت الإطعام:هو بالخيار؛إن شاء فدى عن كل يوم بيومه؛وإن شاء أخر إلى آخر يوم ، ولا يجوز تقديم فدية الإطعام على رمضان.
السؤال(34):أيهما أفضل للمسافر الصوم أم الفطر؟
الجواب:إذا سافر المسلم وهو صائم فهو مخير بين الصوم والإفطار؛وعليه أن يفعل الأيسر والأرفق في حقه؛وقد أجمع العلماء على أنه يجوز للمسافر الفطر؛وإن أراد أن يتم صومه فلا حرج ويح صومه؛فإذا كان في الصيام مشقة عليه فهنا يتأكد في حقه أن يفطر لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قد ظلل عليه في السفر من شدّة الحر وهو صائم؛فقال:"ليس من البر الصيام في السفر"( رواه: البخاري1946؛ومسلم2607.) ، وإن لم يكن هناك مشقة فهو بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر؛فقد ثبت عن أنس رضي الله عنه أنه قال:"كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعيب الصائم على المفطر؛ولا المفطر على الصائم"( رواه: البخاري1947؛ومسلم2615.).
.................................................. .......................................
المصادر
أولا :
كتاب دروسٌ وعبرٌ منْ صحيحِ القَصصِ النَّبويِّ
جمع وترتيب
شحاتة صقر
ثانيا :
كتاب الصيام سؤال وجواب
المؤلف
سالم العجمي