ومن أفضل العبادات في هذا الشهر الكريم ..الدعاء .. ويستحب في كل وقت .. وله أوقات يتأكد فيها .. فعند الإفطار .. للصائم دعوة لا ترد .. وفي ثلث الليل الآخر .. حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول : ( هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له ) .. وقد مدح الله المستغفرين بالأسحار : فقال تعاليكَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ{17} وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ{18}الذاريات) . ويستحب للداعي أن يتحرى أوقات الإجابة .. كما بين الأذان والإقامة .. وساعةِ يومِ الجمعة .. ودبرِ الصلواتِ المكتوبةِ ..وغيرِها .. والمرأة في ما ذكرنا ..شقيقة الرجل .. في الحرص على الطاعات .. واغتنام الأوقات .. وبعض النساء .. يقصرن في ذلك .. فإذا أقبل رمضان .. كثر خروجهن إلى الأسواق .. تخرج إحداهن وقد حسرت ذراعيها.. وأبدت عينيها.. أو لبست عباءة مطرزة أو مزركشة.. وقد تخرج زينة أكثر من هذه.. ورائحة العطر تفوح منها.. وبعض شبابنا يصومون في النهار.. فإذا أقبل الليل.. جمل أحدهم هندامه.. وزين ثيابه.. ثم جعل يتعرض للنساء في الأسواق .. يرمق هذه .. ويشير إلى تلك .. عجباً .. بالنهار نيام .. وبالليل لئام .. الناس في صلاة وخشوع .. وهو يتصيد الأعراض .. فيا لفداحة الفاجعة .. ويا للنظرات المسعورة .. والكلمات المعسولة .. فأين الرجال عن أعراضهم.. أين الغيرة على الحرمات .. أين الشهامة .. إن لم تصُن تلك اللحوم أسودها أُكلت بلا عوض ولا أثمان * * * * * * * * ومن أفضل الأعمال في هذا الشهر الكريم .. الجود والإحسان .. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس .. وكان أجود ما يكون في رمضان .. كان أجود بالخير من الريح المرسلة .. فكم من حسنة إلى منكوب .. وصدقة على مكروب .. غفر الله بها الذنوب .. وستر بها العيوب .. والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.. والصدقة تطفئ غضب الرب.. ذكر في تاريخ بغداد.. أن فقيراً جاء إلى عبد الله بن المبارك .. فسأله أن يقضى عنه ديناً عليه .. فناوله عبد الله كتاباً .. إلى وكيل ماله .. فذهب به الفقير .. فلما قرأه الوكيل .. قال للفقير : كم الدين الذي سألت فيه عبد الله أن يقضيه عنك ؟ قال : سبعمائة درهم .. فكتب الوكيل إلى عبد الله .. أن الرجل سألك أن تقضي عنه سبعمائة درهم .. وكتبت له سبعة آلاف .. وسوف تفنى الأموال أو فنيت .. فكتب إليه عبد الله : إن كانت الأموال قد فنيت .. فإن العمر أيضاً قد فني .. فأجز له ما سبق به قلمي .. * * * * * * * * وفي السير : أن ابن المبارك .. كان كثيراً ما يسافر إلى الرقة .. وينزل في خان فيها .. فكان شاب يأتي إليه .. ويقوم بحوائجه .. ويسمع منه الحديث .. فقدم عبد الله الرقة مرة .. فلم ير ذلك الشاب .. فسأل عنه .. فقالوا : إنه محبوس .. لدين ركبه .. فقال عبد الله : وكم مبلغ دينه ؟ فقالوا : عشرة آلاف درهم .. فلم يزل عبد الله يستقصي .. حتى دُلَّ على صاحب المال .. فدعا به ليلاً وأعطاه عشرة آلاف درهم .. وحلفه أن لا يخبر أحداً ..ما دام عبد الله حياً .. وقال له : إذا أصبحت .. فاخرج الرجل من الحبس .. ثم خرج عبد الله من ليلته من الرقة .. فلما خرج الفتى من الحبس .. قيل له : عبد الله بن المبارك كان هاهنا .. وكان يسأل عنك .. فخرج الفتى في أثره فلحقه على مرحلتين أو ثلاث من الرقة .. فلما قابله .. قال له عبد الله : يا فتى .. أين كنت ؟ لم أرك في الخان ! قال : كنت محبوساً بدين .. قال : فكيف كان سبب خلاصك ؟ قال : جاء رجل فقضى ديني .. ولم أعلم به حتى أخرجت من الحبس .. فقال له عبد الله : احمد الله على ما وفق لك من قضاء دينك .. ثم فارقه ومضى .. * * * * * * * * والصدقة في رمضان لها صور متعددة .. فمنها : إطعام الطعام : قال تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) سورة الإنسان) .. وأخرج الحاكم وصححه .. أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( يا أيها الناس : أفشوا السلام .. وأطعموا الطعام .. وصلوا الأرحام .. وصلوا والناس نيام .. تدخلوا الجنة بسلام ) .. وكان الصالحون يعدون إطعام الطعام من العبادات .. *.. أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( أَيُّما مؤمنٍ أطعَمَ مؤمنًا على جوعٍ أطعمَهُ اللهُ يومَ القيامَةِ مِنْ ثِمارِ الجنَّةِ وأيُّما مؤمِنٍ سقَى مؤمنًا علَى ظمإٍ سقاهُ اللهُ يومَ القيامَةِ مِنَ الرحيقِ المختومِ وأيُّما مؤمِنٍ كسا مؤمنًا علَى عُرْيٍ كساهُ اللهُ مِنْ خُضْرِ الجنةِ الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2449 خلاصة حكم المحدث: غريب وقد روي موقوفا وهو أصح عندنا وأشبه) .. ومن إطعام الطعام .. تفطير الصائمين : وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين .. *أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجرِه ، غير أنه لا ينقُصُ من أجرِ الصائمِ شيءٌ الراوي: زيد بن خالد الجهني المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1078 خلاصة حكم المحدث: صحيح) .. * * * * * * * * ومن أفضل الطاعات .. الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس فقد روى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس .. وصح عند الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ ، ثم صلى ركعتينِ ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ ، تامَّةٍ ، تامَّةٍ الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6346 خلاصة حكم المحدث: صحيح) .. هذا الفضل في كل الأيام فكيف بأيام رمضان ؟ * * * * * * * * ومن الأعمال الفاضلة في رمضان : العمرة .. *أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إنَّ الحجَّ والعمرةَ في سبيلِ اللهِ ، وإنَّ عُمرةً في رمضانَ تعدِلُ حَجَّةً ، أو تُجزِي حجَّةً الراوي: أم معقل الأسدية المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1119 خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره) .. * * * * * * * * ومن أفضل الطاعات أيضاً .. تلك العبادة التي يخلو المرء فيها المرء بربه .. فيناجيه خاشعاً .. معترفاً خاضعاً .. يدع الدنيا وراءه .. إنها العبادة التي حافظ الرسول صلى الله عليه وسلم عليها طوال حياته.. إنها سُنّة الاعتكاف .. وهو لزوم المسجد وعدم الخروج منه تقرباً إلى الله تعالى .. ولا يخرج من المسجد إلا لحاجه ضرورية لابد منها .. وإلا بطل اعتكافه .. وقد كان صلى الله عليه وسلم يعتكف كل رمضان عشرة أيام .. فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعكتف عشرين يوماً .. كما عند البخاري .. والاعتكاف المطلوب .. ليس الاعتكاف الذي يجعل المساجدَ مهاجعَ للنائمين .. أو مجالسَ للمتزاورين .. وموائدَ للأكل .. وحلقاتٍ للضحك وفضول الكلام .. فهذا اعتكاف لا يزداد به صاحبه إلا قسوة في قلبه .. إن الاعتكاف المطلوب .. هو الذي تسيل فيه دموع الخاشعين .. وترفع فيه أكف المتضرعين المخبتين .. إنه الاعتكاف الذي يسعى فيه الـمـرء جاهداً .. أن لا يصرف منه لحظة في غير طاعة.. وعلى المعتكف .. بل على الصائم عموماً .. أن يجعل لسانه رطباً من ذكر الله .. فقد قال صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بخير أعمالكم .. وأزكاها عند مليككم .. وأرفعها في درجاتكم .. وخير لكم من إعطاء الذهب والورق .. وأن تلقوا عدوكم .. فتضربوا أعناقهم .. ويضربوا أعناقكم .. قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : ذكر الله عز وجل .. أخرجه الحاكم وصححه .. وذكر ابن رجب في اللطائف أن أبا هريرة كان يسبح في اليوم والليلة أكثر من اثني عشر الف تسبيحه .. فسئل عن إكثاره لذلك فقال : أفتك بها نفسي من النار .. وعند الحاكم وصححه .. أن أعرابياً قال : يا رسول الله .. إن شرائع الإسلام قد كثرت علي .. فأنبئني بشيء أتشبث به .. فقال صلى الله عليه وسلم : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله .. وقد قال تعالى : { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)الأحزاب} .. فينبغي للصائم .. أن يكون مشتغلاً بالذكر والأذكار .. فمن كانت هذه حاله في في صيامه .. أو اعتكافه وقيامه .. رُجي له الخير العظيم بفضل الله وتوفيقه .. وأفضل الذكر قراءة القرآن .. فإن بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها .. والقرآن يشفع لأصحابه يوم القيامة .. ولا شك أن الاكتفاء بختمة واحدة في هذه الأيام العشرة تفريط كبير * * * * * * * * كما ينبغي على المعتكف الإكثار من الصلاة .. والنوافل المطلقة والمقيدة .. كالسنن الرواتب .. وصلاة الضحى .. وغير ذلك .. فقد روى مسلم أن صلى الله عليه وسلم قال لثوبان رضي الله عنه : عليك بكثرة السجود لله .. فإنك لا تسجد لله سجدة .. إلا رفعك الله بها درجة .. وحط عنك بها خطيئة .. وروى مسلم أيضاً عن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته .. فقال : لي سل .. فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة .. قال : أو غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك .. قال : فأعنى على نفسك بكثرة السجود .. والاعتكاف والصلاة ..لهما فضل عظيم .. * أنه صلى الله عليه وسلم قال : (صلاةُ الرجلِ في الجماعةِ تُضَعَّفُ على صلاتِه في بيتِه، وفي سُوقِه، خمسًا وعشرين ضِعفًا، وذلك أنه : إذا توضَّأَ فأحسَنَ الوُضوءَ، ثم خرَج إلى المسجدِ، لا يُخرِجُه إلا الصلاةُ، لم يَخطُ خُطوَةً، إلا رُفِعَتْ له بها درجةٌ، وحُطَّ عنه بها خَطيئَةٌ، فإذا صلَّى، لم تَزَلْ الملائكةُ تصلي عليه، ما دام في مُصَلَّاه : اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحَمْه، ولا يَزالُ أحدُكم في صلاةٍ ما انتَظَر الصلاةَ . الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 647 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]) .. فإذا كان المشي إلى الصلاة وانتظارها يرفع المرء ويرقيه .. فكيف بالمكوث في المسجد .. والاعتكاف فيها أياماً وليال .. وانتظار الصلاة بعد الصلاة .. قال الزهري : ( عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف.. مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله ) .. ومن نوى اعتكاف العشر الأواخر فإنه يدخل معتكفه قبل غروب شمس العشرين من رمضان .. ويخرج بعد غروب شمس ليلة العيد .. ومن اجتهد في العشر الأواخر فهو حري بأن يدرك ليلة القدر .. وهي أعظم ليالي رمضان .. بل هي خير من ألف شهر .. * صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه، ومَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه . الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1901 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]) .. وكان صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر .. ويأمر أصحابه بتحريها .. وكان يوقظ أهله في ليالي العشر .. رجاء أن يدركوا ليلة القدر . عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث:الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3513 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح * * * * * * * * أيها الصائمون والصائمات.. إننا نعبد رباً عفواً يحب العفو .. رحمته تسبق غضبه .. ومغفرته أعجل من عقوبته .. يحب من عباده أن يسارعوا إليه إذا أذنبوا .. فالتوبة هي شعار المتقين ..ودأب الصالحين .. رواه مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال : \" يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة \".. ولله في كل ليلة عتقاء من النار .. فاجتهد أن تكون واحداً منهم !! فرمضان فرصة لمن فرط في صلاته .. ليتدارك نفسه .. فبين الرجل وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة .. ورمضان فرصة للمدخن أن يتوب .. ورمضان فرصة لمن قطع رحمه أن يصلها .. ولا يدخل الجنة قاطع.. وقد أمر الله بصلة الرحم في تسع عشرة آية .. ولعن قاطع الرحم في ثلاث آيات .. فمن كان بينه وبين أحد من أرحامه أو أحد من المسلمين .. بغضاء أو شحناء .. فليسارع إلى الإصلاح .. وإذا صامت بطوننا عن الغذاء .. فلتصم قلوبنا عن الشحناء .. * * * * * * * * نعم رمضان فرصة لهؤلاء .. وهو فرصة أيضاً .. لمن يتاجر بالحرام .. فيبيع المحرمات من دخان .. ومجلات فاسدة .. ومعسل وجراك .. أو أشرطة غنائية .. أو يبيع العباءات والنقابات المحرمة .. أو الملابس الفاضحة .. ليتوب من ذلك .. وليعلم أن الله يحاسب على النقير والقطمير .. وكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به .. ولن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ * * * * * * * * إن رمضان فرصة لنا جميعاً ..أن نتخلص من ذنوب لعلّ بعضها .. تتبعنا إلى قبورنا .. نعم .. ذنوب تدخل معنا قبورنا .. نموت نحن .. وتعيش هي بعدنا .. تصب علينا السيئات .. إنها تلك الذنوب التي يجمعها من ينشر الفساد في الأرض عن طريق بيع أجهزة محرمة .. أو فتح مقاهٍ يجتمع فيها الفساق .. أو محلات ينشر بها مجلات فاسدة .. أو مسكرات ودخان .. فمن أعان على هذه المعاصي فهو شريك لأصحابها في الإثم .. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .. قال أبو حامد : طوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه .. والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه .. مائةّ سنة .. ومائتي سنة .. أو أكثر .. يعذب بها في قبره .. ويسئل عنها إلى آخر انقراضها .. وقال تعالى : ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12)﴾ أي نكتب ما أخروه من آثار أعمالهم .. كما نكتب ما قدموه .. * * * * * * * * ولكن .. لا تقنط من رحمة الله .. فأبواب الرحمات مفتوحة .. فكن من الذين تفتح لهم أبواب الجنان ..وتغلق عنهم أبواب النيران .. الذين ينسلخ عنهم رمضان مغفورة ذنوبهم .. مكفرة خطاياهم .. وقد قال صلى الله عليه وسلم : رغم أنفه .. ثم رغم أنفه .. ثم رغم أنفه .. من أدرك رمضان ولم يغفر له .. * * * * * * * * أيها الصائمون والصائمات .. ومن أهم ما ينبغي أن نستغل به هذا الشهر المبارك .. نصح الناس .. ودعوتهم إلى الله .. فقد أقبل الناس على الخير .. وانتهى الكثيرون عن معاص كانوا مقيمين عليها فيما قبل رمضان .. فهل نغتنم هذه الفرصة السانحة .. وكم من عاص كانت توبته في رمضان .. بسبب آية طرقت سمعه .. أو موعظة أثرت في قلبه .. وأنه صلى الله عليه وسلم قال : ( انفذْ على رسلِك ؛ حتى تنزلَ بساحتِهم ، ثم ادعُهم إلى الإسلامِ ، و أخبرُهم بما يجبُ عليهم من حقِّ اللهِ فيه ، فواللهِ لأنْ يهْدي اللهُ بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من أنْ يكونَ لك حُمرِ النعمِ الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1511 خلاصة حكم المحدث: صحيح) ..
أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إن اللهَ وملائكتهُ ، وأهلَ السمواتِ والأرض ، حتّى النملةَ في جُحْرها ، وحتّى الحوتُ في البحرِ ليصَلّون على مُعَلّمِ الخيرِ الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث:الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء - الصفحة أو الرقم: 18/162 خلاصة حكم المحدث: تفرد به الوليد ، وليس بمعتمد) .. ورب كلمة يتكلم بها الداعية .. تكون سبب هداية لمن يسمعها .. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً .. يكتب الله له بها رضاه إلى يوم يلقاه .. ذكر ابن قدامة في التوابين .. عن عبد الواحد بن زيد قال : كنت في مركب .. فطرحتنا الريح إلى جزيرة .. وإذا فيها رجل يعبد صنماً .. فقلنا له : يا رجل .. من تعبد ؟ فأومأ إلى الصنم .. فقلنا : إن معنا في المركب من يصنع مثل هذا .. وليس هذا إله يعبد .. قال : فأنتم من تعبدون ؟ قلنا : الله .. قال : وما الله ؟ قلنا : الذي في السماء عرشه .. وفي الأرض سلطانه .. وفي الأحياء والأموات قضاؤه .. فقال : كيف علمتم به .. قلنا : وجه إلينا هذا الملك رسولاً كريماً .. فأخبر بذلك .. قال : فما فعل الرسول ؟ قلنا : أدى الرسالة .. ثم قبضه الله .. قال : فما ترك عندكم علامة ؟ قلنا : بلى .. ترك عندنا كتاب الملك .. فقال : أروني كتاب الملك .. فينبغي أن تكون كتب الملوك حساناً .. فأتيناه بالمصحف .. فقال : ما أعرف هذا .. فقرأنا عليه سورة من القرآن .. فلم نزل نقرأ ويبكي .. حتى ختمنا السورة .. فقال ينبغي لصاحب هذا الكلام أن لا يعصى .. ثم أسلم .. وحملناه معنا .. وعلمناه شرائع الإسلام .. وسوراً من القرآن .. وأخذناه معنا في السفينة .. فلما سرنا وأظلم علينا الليل .. أخذنا مضاجعنا فقال لنا : يا قوم .. هذا الإله الذي دللتموني عليه .. إذا أظلم الليل هل ينام ؟ قلنا : لا يا عبدالله .. هو عظيم قيوم لا ينام .. فقال : بئس العبيد أنتم .. تنامون ومولاكم لا ينام .. ثم أخذ في التعبد وتركنا .. فلما وصلنا بلدنا .. قلت لأصحابي : هذا قريب عهد بالإسلام .. وغريب في البلد .. فجمعنا له دراهم وأعطيناه .. فقال : ما هذا ؟ قلنا : تنفقها في حوائجك .. فقال : لا إله إلا الله .. أنا كنت في جزائر البحر .. أعبد صنماً من دونه .. ولم يضيعني .. أفيضيعني وأنا أعرفه .. !! ومضى يتكسب لنفسه .. وكان بعدها من كبار الصالحين .. * * * * * * * * ووالله ما أقلت الغبراء .. ولا أظلت الخضراء .. أكرم خلقاً .. ولا أزكى نفساً .. ولا أحرص على هداية الناس من أبي القاسم صلى الله عليه وسلم .. لقد دعا صلى الله عليه وسلم; إلى الله في كل مكان .. وحال .. وزمان .. دعا من أحبوه .. ومن أبغضوه .. ومن أحسنوا معه .. ومن آذوه .. ولم يكن اهتمامه صلى الله عليه وسلم مقتصراً على كبار الناس المؤثرين في المجتمع .. بل اعتنى بالصغار والكبار .. والعبيد والأحرار .. فيا أيها الصائمون والصائمات .. هل نغتنم أيام شهرنا في ذلك ؟ .. إن اغتنمه التجار في التجارة .. والممثلون في التمثيل .. والمغنون في الغناء .. أفلا نغتنمه نحن لهداية الناس .. بالابتسامة .. والكلمة .. والرسالة .. والكتاب .. والشريط .. والدعوة الصادقة .. لعل الله تعالى أن يفتح بسببك القلوب .. أسأل الله تعالى أن يستعملنا جميعاً في طاعته .. وأن يجعلنا هداة مهتدين .. * * * * * * * * وفي الختام .. أسوق لكم بعض المسائل الهامة حول الصيام .. المسألة الأولى : الصوم هو الإمساك بنية عن المفطّرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .. ومن أفطر شيئاً من رمضان بغير عذر فقد أتى كبيرة عظيمة .. وقد صحَّ أنه صلى الله عليه وسلم قال في الرؤيا التي رآها \".. ثم انطلق بي .. فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم .. مشققة أشداقهم .. تسيل أشداقهم دماً .. قلت : من هؤلاء ؟ قال : الذين يُفطرون قبل تحلّة صومهم \" أي قبل وقت الإفطار .. ويجب الصيام على كل مسلم بالغ عاقل مقيم قادر سالم من الموانع كالحيض والنفاس .. ويستحب أمر الصبي بالصيام .. لما في البخاري عن الرُبيِّع بنت معوِّذ رضي الله عنه قالت : كنا نصوِّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار .. والمجنون لا يجب عليه الصوم .. فإن كان يجنّ أحياناً ويُفيق أحياناً .. لزمه الصيام في حال إفاقته دون حال جنونه.. وإن جُنَّ في أثناء النهار لم يبطل صومه كما لو أغمي عليه بمرض أو غيره لأنه نوى الصيام وهو عاقل .. ومثله الحكم في المصروع.. * * * * * * * * وتُشترط النية في صوم الفرض من الليل .. ولو قبل الفجر بلحظة .. لما روى أبو داود أنه صلى الله عليه وسلم قال : \" لا صيامَ لمن لم يُبَيِّتِ الصيامَ من الليلِ الراوي: - المحدث:ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 3/112 خلاصة حكم المحدث: صحيح\" .. أما صوم النفل المطلق .. فلا تُشترط له النية من الليل .. لما روى مسلم عن عائشة رضي الله عنه قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : هل عندكم شيء ؟ فقلنا : لا .. فقال : فإني إذا صائم .. وأما النفل المعيّن كعرفة وعاشوراء فالأحوط أن ينوي له من الليل ..ليكون أكملَ لأجره .. * * * * * * * * * المسألة الثانية : من الصيام ما يجب فيه التتابع .. كصوم رمضان .. والصومِ في كفارة القتل الخطأ .. والظهار .. والجماع في نهار رمضان .. وكذلك من نذر صوماً متتابعاً لزمه .. ومن الصيام ما لا يلزم فيه التتابع .. كقضاء رمضان .. وصيام عشرة أيام لمن لم يجد الهدي .. وصوم كفارة اليمين .. وصوم الفدية في محظورات الإحرام .. وصوم النذر المطلق لمن لم ينو التتابع .. * * * * * * * * وصيام التطوع كعاشوراءَ وعرفةَ والإثنينِ والخميسِ وغيرِها.. يجبر النقص في صيام الفريضة .. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إفراد الجمعة بالصوم كما عند البخاري.. فمن أراد صوم الجمعة فليصم يوماً قبله أو يوماً بعده.. ويحرم صيام يومي العيد وأيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة .. إلا لمن لم يجد الهدي فيصومها بمنى .. * * * * * * * * المسألة الثالثة : المسافر يجوز له سواء كان قادراً على الصيام أم عاجزاً عنه ..وسواء وجدت المشقة أم لم توجد .. وإذا أراد أن يفطر فيُشترط أن يُجاوز بنيان البلد .. وإذا وصل المسافر بلده أثناء النهار وهو مفطر .. ففي وجوب الإمساك عليه خلاف .. والأحوط أن يمسك بقية يومه مراعاة لحرمة الشهر .. * * * * * * * * أما المريض .. فكل مرض لا يستطيع معه الصوم .. أو يشق معه الصوم .. فيجوز له الفطر .. ولا يجوز الفطر لمجرد التعب المحتمل .. أو خوف المرض .. ولا يجوز التساهل بالفطر لأجل الامتحانات .. ونحوها .. والمريض الذي يُرجى بُرؤه ينتظر الشفاء ثم يقضي .. أما المريض مرضاً مزمناً لا يُرجى برؤه .. والكبير العاجز .. فيُطعمان عن كل يوم مسكيناً .. ويجوز أن يجمع ثلاثين مسكيناً فيطعمهم في آخر الشهر .. أو أن يطعم مسكيناً كلّ يوم .. ومن مرض ثمّ شفي .. وتمكن من القضاء .. فتكاسل حتى مات .. فيقضي عنه أحد أقاربه .. لقوله صلى الله عليه وسلم : \" من مات وعليه صيامٌ, صام عنه وليُّه. الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1952 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]\" .. أو يُخرَج من ماله طعام مسكين عن كل يوم .. أما العجوز .. والشيخ الفاني .. الذي يعقل .. لكنه يعجز عن الصوم .. فيطعم عن كل يوم مسكيناً .. وأما من سقط تمييزه وبلغ حدّ الخَرَف .. فلا يجب عليه صيام ولا إطعام .. فإن كان يميز أحياناً .. ويهذي أحياناً .. وجب عليه الصوم حال تمييزه .. ولم يجب حال هذيانه .. * * * * * * * * المسألة الرابعة : وإذا طلع الفجر وجب على الصائم الإمساكُ فوراً .. وأما الاحتياط بالإمساك قبل الأذان بعشر دقائق ونحوها .. فهو بدعة .. بل يمسك عند الأذان .. وإذا غابت الشمس أفطر الصائم .. والسنّة أن يعجّل الإفطار .. وصح في المستدرك .. أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي المغرب حتى يُفطر ولو على شربة من الماء .. فإن لم يجد الصائم شيئا يُفطر عليه نوى الفطر بقلبه .. * * * * * * * * ومن أفطر في نهار رمضان بعذر .. وكان سبب فطره ظاهراً .. كالمريض الذي يعلم من رآه أنه مريض .. فلا بأس أن يجاهر بالأكل والشرب .. ومن كان سبب فطره خفياً .. فالأولى أن لا يجاهر بالأكل لكيلا يتهم .. * * * * * * * * المسألة الخامسة : المفطّرات سبعة : أولها : الأكل والشرب .. وهو معروف .. • ومن المفطرات ما يكون في معنى الأكل والشرب كالأدوية والحبوب عن طريق الفم والإبر المغذية وكذلك حقن الدم . وأما الإبر التي لا تغني عن الأكل والشرب .. ولكنها للمعالجة كالبنسلين والأنسولين أو إبر التطعيم .. فلا تضرّ الصيام .. سواء عن طريق العضلات أو الوريد .. والأولى أن تكون بالليل .. • أما غسيل الكلى الذي يتطلب خروج الدم لتنقيته ثم رجوعه مرة أخرى .. مع إضافة مواد كيماوية وغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم يعتبر مفطّراً .. كما في فتاوى اللجنة الدائمة .. • أما قطرة العين والأذن .. وقلعُ السنّ .. ومداواةُ الجراح .. فلا يفطر .. • وبخاخ الربو لا يفطّر .. والسواك وفرشاة الأسنان .. إذا لم يبلع شيئاً .. وكذلك ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد كالدهونات .. • وإذا نسي الصائم فأكل أو شرب فليتم صومه .. فإنما أطعمه الله وسقاه .. ولا قضاء عليه ولا كفارة .. ولكن يجل على من رآه أن يذكّره .. لعموم قوله تعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب ِ(2) سورة المائدة } .. وعموم قوله صلى الله عليه وسلم :\"إِنَّه لو حدَث في الصلاةِ شيءٌ لنبأتُكم بِهِ ، ولكن إِنَّما أنا بشرٌ مثلُكم ، أَنسَى كما تنسونَ ، فإذا نسيتُ فذكِّرونِي ، وإذا شَكَّ أحدُكم في صلاتِهِ فلْيَتَحَرَّ الصوابَ ، فلْيُتِمَّ عليه ، ثُمَّ لْيَسْجُدْ سجدتينِ الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2406 خلاصة حكم المحدث: صحيح\" .. • ومن احتاج إلى الفطر .. لإنقاذ معصوم من مهلكة .. فإنه يُفطر ويقضي ..كما قد يحدث في إنقاذ الغرقى وإطفاء الحرائق * * * * * * * * الثاني من المفطرات : الجماع ، أو إخراج المني بشهوة بفعل من الصائم : ومن وجب عليه الصيام فجامع في نهار رمضان عامداً .. فقد أفسد صومه وعليه : التوبة .. والإمساك بقية اليوم .. والقضاء .. والكفارة المغلظة .. وهذا عام في جماع الزوجة ، ومثله الزنا واللواط وإتيان البهيمة .. وقد أفتت اللجنة الدائمة أن من جامع مرات في أيام متعددة من رمضان نهاراً .. فعليه كفارات بعدد الأيام التي جامع فيها .. * * * * * * * * ومن أصبح وهو جُنُب فلا يضرّ صومَه .. ويجوز تأخير غسل الجنابة والحيض والنفاس إلى ما بعد طلوع الفجر .. لكن عليه المبادرة لأجل الصلاة .. ومن احتلم وهو نائم فصومه صحيح .. ومن استمنى فأنزل فسد صومه .. * * * * * * * * وثالث المفطرات : التقيؤ عمداً : فمن تقيأ عمداً بوضع أصبعه في حلقه .. أو عصر بطنه .. أو غير ذلك فعليه القضاء .. ولو غلبه القيء بدون إرادته فصومه صحيح .. والبلغم إن ابتلعه وهو في حلقه .. فلا يفسد صومه .. فإذا ابتلعه عند وصوله إلى فمه .. فإنه يُفطر عند ذلك .. * * * * * * * * ورابع المفطرات : الحجامة : وفي حكمها تعمد الصائم إخراج الدم الكثير وهو صائم ، كالتبرع بالدم ، أما سحب الدم القليل للتحليل لا يُفسد الصوم .. أما خروج الدم من غير اختياره .. كالرعاف .. والجروح ونحوها .. فلا يؤثر في الصوم .. وإن كثر .. * * * * * * * * وخامس المفطرات : الحيض والنفاس : وهو خروج الدم المعتاد من المرأة .. والحائض أو النفساء إذا انقطع دمها ليلاً .. فَنَوَت الصيام ثم طلع الفجر قبل اغتسالها فصومها صحيح .. والأفضل للمرأة أن لا تتعاطى ما تمنع به الدم .. فإن تعاطت ما تقطع به الدم وانقطع فعلاً .. فصامت أجزأها ذلك .. والنفساء إذا طهرت قبل الأربعين .. صامت واغتسلت للصلاة .. * * * * * * * * والحامل والمرضع تقاسان على المريض فيجوز لهما الإفطار وليس عليهما إلا القضاء سواء خافتا على نفسيهما أو ولديهما .. وقد قال صلى الله عليه وسلم : \" أغارَت علينا خيلُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فأتيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ يتغدَّى فقالَ: ادنُ فَكُل قلتُ: إنِّي صائمٌ، قالَ اجلِس أحدِّثْكَ عنِ الصَّومِ أوِ الصِّيامِ، إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وضعَ عنِ المسافرِ شطرَ الصَّلاةِ، وعنِ المسافرِ والحاملِ والمرضعِ الصَّومَ، أوِ الصِّيام واللَّهِ لقد قالَهُما النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، كِلتاهما أو إحداهما، فيا لَهْفَ نَفسي، فَهَلَّا كنتُ طَعِمْتُ من طعامِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1361 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح\" . * * * * * * * * وهذه الأمور كلها لا يفطر بها الصائم إلا بشروط ثلاثة : • أن يكون عالماً غير جاهل.. • ذاكراً غير ناس.. • مختاراً غير مضطر ولا مُكْرَه.. السواك سنّة للصائم في جميع النهار .. ولا بأس بشمّ الطيب .. واستعمال العطور ودهن العود والورد ونحوها .. والبخور لا حرج فيه للصائم إذا لم يستنشقه مباشرة .. * * * * * * * * المسألة الأخيرة : من آداب الصوم : الحرص على السحور وتأخيرُه .. : \" تسحَّروا، فإن في السَّحورِ بركةً . الراوي: أنس بن مالك المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1923 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]\" ..
وتعجيل الفطر: \"لا يزالُ النَّاسُ بخَيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ عجِّلوا الفطرَ فإنَّ اليَهودَ يؤخِّرونَ الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1387 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح \" .. *كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يُفطرُ قبلَ أن يصلِّيَ علَى رُطَباتٍ ، فإن لم تَكُن رُطَباتٌ فتُمَيْراتٌ ، فإن لم تَكُن تُمَيْراتٌ ، حَسا حسَواتٍ مِن ماءٍ الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 696 خلاصة حكم المحدث: صحيح
أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا أفطر يقولُ : ذهب الظمأُ وابتلَّت العروقُ وثبت الأجرُ إن شاء اللهُ الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:ابن عثيمين - المصدر: مجموع فتاوى ابن عثيمين - الصفحة أو الرقم: 261/20 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن * * * * * * * * أسأل الله تعالى أن يوفقنا لصيام رمضان وقيامه ..إيماناً واحتساباً.. وأن يجعلنا ممن يقبل صيامه .. ويغفر زلَـلَهُ وإجرامه .. وأن يمُنّ علينا بالعتق من النيران .. والفوز بالجنان .. وأن يغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين ..والله تعالى أجل وأكرم وأعلم .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه