ما الواجب على الأمة؟
في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها الأمة من تنازع ومن تخاذل ومن تناحر ففاق حد الخيال حتى كثر الهرج فيما بيننا فانظر إلى الدماء التي تراق واسمع إلى صراخ و أنين الأطفال و الثكالى و المنكوبين و اللاجئين يرتد إليك البصر و هو حسير كسير.
لذا: لابد من وضع نقاط محورية للخروج من تيه التنازع ومن تيه الوطنية والقومية.
العودة إلى الكتاب والسنة:
يقول الشيخ المجاهد محمد محمود الصواف رحمه الله ((فبينما نحن معشر المسلمين أمة قاهرة ظاهرة في الأرض لنا الملك والسلطان والسيف والصولجان؛ ولنا الكلمة العليا؛ إن قلنا أصغت الدنيا لقولنا؛ وإن أمرنا خضعت الأمم لأمرنا وسلطاننا.
فلما تركنا أمر ربنا وخالفنا قواعد ديننا وتنكبنا الطريق المستقيم الذي رسمه الله لنا وخط لنا خطوطه واضحة بينة قوية وأمرنا بالسير فيه وسلوكه، لما سلكنا هذا السبيل المعوج صرنا إلى ما صرنا إليه من الفرقة والشتات والذل والهوان. وهل في الدنيا والآخرة شر وداء وبلاء إلا وسببه الذنوب والمعاصي وترك الأوامر والنواهي)
يقول الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
وهذه هي القاعدة الذهبية في هذا المجال، وهي ما ذكرت من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أخبر عن الفرقة الناجية عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيَأْتِي عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، وَإِنَّهُمْ تَفَرَّقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَسَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ غَيْرَ وَاحِدَةً»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا تَلْكُ الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «هُوَ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي»
فإذا كنا على ما كان عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه فالعاقبة مضمونة والنصر مضمون بإذن الله.
يقول الشيخ الغزالي في كلمته الهامة هذه:
((إن الدين بالنسبة لنا نحن المسلمين ليس ضماناً للآخرة فحسب إنه أضحى سياج دنيانا وكهف بقائنا.
ومن ثم فإني أنظر إلى المستهينين بالدين في هذه الأيام على أنهم يرتكبون جريمة الخيانة العظمى، إنهم - دروا أو لم يدروا - يساعدون الصهيونية والاستعمار على ضياع (بلداننا) وشرفنا ويومنا و غدنا..!! فارق خطير بين عرب الأمس وعرب اليوم. الأولون لما أخطؤوا عرفوا طريق التوبة، فأصلحوا شأنهم، واستأنفوا كفاحهم، وطردوا عدوهم
ويقول الشاعر الأستاذ محمد الوقداني في هذه الأبيات المعبرة عن كيف أننا بحق نساعـــد الأعداء بتقصيرنا:
نحنُ ساعدنا الأعادي بالتواني والرقادِ لو رأوا صفا قوياً
مستعداً للجهاد
لأنابُوا واستجابوا ثمَّ ثابوا للرشادِ غيرَ أن الضعف يُغري كلَّ عادٍ بالتمادي