موضوع: الحمض الرقمي - الفصل الخامس السبت أبريل 29, 2017 4:55 pm
الحمض الرقمي - الفصل الخامس [color:883d=rgb(153, 50, 204)]ازكم؟
اسفة على التأخير
الفصل الخامس
دخل "د.فؤاد" البيت بعد ترحيب شديد من أخيه الذي لا يعلم شيئاً عن أهدافه الخبيثة ، رغم أن من داخله كان دائماً يشعر بشيء مريب و لكنه سرعان ما تتلاشى الشكوك بحديث أخيه المعسول.
وصلوا أخيراً إلى الصالون حيث تجلس "سما" و ما أن وقعت عيني "د.فؤاد" عليها حتى سرت قي جسده قشعريرة ، تأمل وجهها لبرهة فالتفتت إليه لكنه أشاح بوجه بعيداً متفادياً النظر في عينيها و فكر في نفسه:
- كيف هذا؟ أليست تلك "سما الهلال" ابنة ذلك المحامي المزعج و لكن لما هي صغيرة هكذا.
في تلك اللحظة نظر "سامي" إليه ثم إلى "سما" و تسأل :
- هل يستطيع رؤيتها.
لكن "د. فؤاد" أستجمع نفسه و أبتسم و هو يقول:
- أعتقد أني نسيت ساعتي عندما أتيت المرة السابقة ، هل من الممكن أن تحضرها لي من الأعلى.
ابتسم "سامي" و انطلق ليحضرها له بينما جلس هو على أحد مقاعد الصالون و هو لا يزال يتظاهر بأنه لا يراها و راح يفكر:
- بما أن "سامي" لم يعرفني عليها ، هذا يعني أنها طيف و هو يعتقد إني لا أراها.
سألته "سما" له فجأة ببراءة:
- لماذا تتظاهر أنك لا تراني ؟ هل أنت خائف؟
رمشت عينيه كحركة عصبية و نظر لها بحدة و هو يقول:
- كيف عرفتي؟
تراجعت "سما" قليلاً و قالت :
- لقد قلت للتو في أفكارك أني طيف.
عقد حاجبيه و فكر في نفسه:
- لقد فكرت في والدها هل ..
قبل أن يكمل تفكيره تدارك أنها قرأت ما فكر فيه للتو ، و فعلاً ظهر عليها علامات الاضطراب و هي تقول:
- هل تعلم والدي؟
ثم اتسعت عيناها وبدت كأنها قرأت شيئا أخر ثم قالت:
- ماذا فعلت به؟
تعصب "د.فؤاد" و قال بصوت حاد:
- "شهاب"
ظهر من خلفه دخان أسود و من وسطه خرج "شهاب" و هو يقول: - أمرك سيدي
قال "د.فؤاد" بصوت حازم و هو يشير إلى "سما" :
خذها.
انطلق "شهاب" اتجاهها و في سرعة البرق و قبل أن تنطق بكلمة كان قد أمسك بها و أختفي وسط الدخان الأسود.
بعد هذا ، سند "د. فؤاد" ظهره على ظهر مقعد الكرسي الذي يجلس عليه و قال في نفسه:
- على أن أعلم ما حدث و هل تعلم تلك الفتاة شيئاً عما حدث منذ خمس سنوات.
عاد "سامي" وقد بدت عليه الحيرة و هو يقول:
- لقد بحثت في كل مكان و لكن لم أجدها.
أبتسم "د.فؤاد" و قال و هو يقوم من على مقعده:
- يبدو أني لم أتركها هنا أتسأل أين وضعتها؟
ثم أتجه إلى باب الخروج و قال:
- أراك لاحقاً
ثم فتح الباب و خرج بينما وقف "سامي" قي مكانه و قال:
- لما هو مستعجل؟
ثم هز كتفيه غير مبالي ثم نظر حوله وهو يتساءل:
- أين ذهبت "سما"؟ ربما ذهبت إلى "كارمن".
في صباح اليوم التالي، نزلت "كارمن" السلالم و هي تركض و راحت تقول بصوت منخفض:
- لقد تأخرت على الجامعة
فتحت باب الفيلا بسرعة و انطلقت دون أن تنتبه على عدم وجود "سما" وشقت طريقها إلى المترو حتى وصلت إلى المحطة حيث التقت "شداد" أول مرة و وقفت في انتظار المترو.
هنا فقط أمسكت بالجهاز و هي تسأل:
- لماذا لم تخرج "سما"؟
لكن لم يكن أسمها موجود هناك ، أنتفض قلبها في مكانه و نظرت حولها لكن دون أثر لها ، فركضت إلى باب الخروج و العديد من الأفكار تتوالى إليها ، ماذا يمكن أن يحث لها لقد كانت معها ليلة أمس ، هل يمكن أن تكون اختفت فقط بهذه البساطة.
أخذت نفساً عميقاً و استعادت هدوئها و هي تقول لنفسها:
- لا تفزعي هذا لن يفيد و لنفكر في حل.
نظرت حولها و هي تفكر ، و وقعت عيناها على كلب فرفعت حاجبها و همست:
- لم لا؟
أخرجت ساندويتش من حقيبتها و مشت اتجاهه ببطء هي تصدر أصوات من فمها منادية عليه، فأنتبه إليها الكلب و هز ذيله بشدة و اقترب منها و أخد الساندويتش ، فباغتته و شدت شعرة منه و لكن الكلب نظر إليها دون اهتمام و تابع طعامه.
أغلقت أحدى عينيها و هي تضعها على الديجي دي و ما أن لمست الشعرة الشاشة حتى أضاء بشدة وخرج منه طيف على هيئة كلب أزرق يضئ بضوء أبيض خافت و حجمه كبير مثل الحصان و شعر ذيله طويل يبدو كأنه يطير في الهواء.
تأملته "كارمن" بانبهار ثم اقتربت منه و هي تمد يدها اليمنى إليه ، شمها الكلب قليلاً ثم لعقها ، فابتسمت "كارمن" و قالت:
- لا أعلم أن كنت تفهمني و لكنى أبحث عن طيف.
ثم مدت ذراعها الشمال و أكملت:
- ليلة أمس كانت خائفة من الجنرال و أمسكت بي من ملابسي هنا.
شمها الكلب ثم رفع أنفه في الهواء و راح يشمه قليلاً ثم نبح و نزل بجسده أمامها و نبح لها مجدداً ، فقفزت و ركبته مثل الحصان و تمسكت برقبته و هي تقول:
- هل هذا يعني أنك قد وجدتها؟
نبح مجدداً ثم قام و ركض بسرعة رهيبة ، و أنطلق في شوارع المدينة و هو يقفز بخفة متفادياً الناس و باقي الأشياء، نظرت "كارمن" حولها لترى ردة فعل الناس لكن يبدو أن لا أحد يراها ، فتنفست الصعداء .
في هذه الأثناء و عند فيلا "د.فؤاد" الفخمة وقف هو و "شهاب" أمام " سما" التي أجلسوها على كرسي دون أن يقيدوها و لكنها كانت فاقدة للوعي.
قال "د.فؤاد" و هو يتأملها:
- هل ستبقى فاقدة للوعي هكذا؟
قال "شهاب":
- لما لا نتخلص منها ؟
رد عليه بعصبية:
- أريد أن أعرف مكان والدتها.
لكن في الحقيقة "سما" بكامل وعيها و لكنها فقط تتظاهر بالإغماء لتكسب بعض الوقت و تذكرت موقف كانت فيه "كارمن" تذاكر و هي تلعب حولها فقالت لها "كارمن" :
- هل تعلمين ماذا على ضحية الخطف أن تفعل؟ هزت "سما" رأسها بالنفي فأكملت "كارمن" :
- أن تتظاهر بالإغماء .
فسألتها "سما" :
- و لم لا تصرخ؟ ليأتي الناس إليها؟
فردت عليها:
- لأن الخاطف غالبا ما يستمتع باستنجاد ضحيته و صريخها و قد يؤذيها أكثر ليسمع المزيد.
انتهت "سما" من استرجاع الموقف و هي تأمل أن يتركوها و يرحلوا و لكن "شهاب" أقترب منها و تفحص وجهها ، فلاحظ تحرك بؤبؤ العين ، فأبتسم بخبث و خرج من الغرفة ثم عاد و أزاح رقبتها و وضع شيئاً في قفاها.
قفزت "سما" من مكانها و هي تصرخ:
- بارد.
و بسرعة أخرجت قطعة ثلج كبيرة من تحت ملابسها و ألقتها على الأرض، و لكن سرعان ما أن انتبهت على أنها قد كشفت نفسها.
ضحك "د.فؤاد" و قال لشهاب:
- غطي عينيها ، فأنا لا اعتقد أنها ستقرأ أفكاري أن فعلنا هذا.
تراجعت "سما" للخلف وقالت و هي تنظر لشهاب:
- أنت ذلك الشاب الذي التقينا به في الجامعة و ...
قبل أن تكمل كلامها كان قد ربط قطعة قماش حول عينيها وهمس لها:
- لا تحاولي فعل إي شيء ، لأني لن أضمن سلامتك
ثم تراجع جانبا مفسحاً الطريق للدكتور "فؤاد" ، الذي تفحصها قليلاً قبل أن يقول:
- أين والدتك.
أجابت بصوت مرتعش:
- لا أعلم.
عقد حاجبيه و سألها بصوت صارم:
- كيف لا تعلمين، ألم تكن هي من استدعاكي؟
هزت رأسها بالنفي و قالت:
- كل ما أتذكره هو أمي لي انه شخص شرير أتى إلى بيتنا و تشاجر مع أبي ثم أخذتني أمي إلى غرفة أخرى و هي تمسك بالديجي دي ثم سدت إذني بيدها و بعد قليل دخل هذا الرجل ثم... لا أعلم ما حدث بعد هذا.
أقترب منها "د. فؤاد" و سألها :
- هل تتذكرين وجه ذلك الرجل.
أجابته "سما" :
- لا لم أره ، كنت مع أمي طوال الوقت.
أقترب "شهاب" من "د. فؤاد" و قال بصوت منخفض:
- يبدو أن لا نفع منها.
فكر "د.فؤاد" قليلاً ثم قال:
- تخلص منها ، سينفعنا هذا أيضاً في زيادة مستوى الطاقة السلبية عند "كارمن".
استغربت "سما" من جملته الأخيرة و لكنها فطنت أن "شهاب" يتجه إليها بينما ، فأزاحت قطعة القماش عن عينيها فوجدت "شهاب" مصوب مسدس أتجاهها.