موضوع: الحمض الرقمي - الفصل السابع السبت أبريل 29, 2017 6:38 pm
الحمض الرقمي - الفصل السابع أزيكم أن شاء الله بخير
الفصل السابع
وصلت "كارمن" أخيراً إلى المنزل و هي على متن "برق" ثم نزلت ن عليه و دخلت مسرعة وهي تحمل "سما" في يدها و قد أصبحت قدماها شفافتان تماما حتى وصلت إلى الجناح حيث تسكن و أخيرا إلى غرفتها ثم وضعتها على سريرها بهدوء بعد ذلك لم تقف لتلتقط أنفاسها و أسرعت تبحث عن "سامي" و هي لا تعلم أنه في الحقيقة عند أخوه.
راحت "كارمن" تجوب أنحاء المنزل بين ممراته و من خلال أبوابه و لكن بلا فائدة ، في هذه الأثناء أحست "لميس" بها و هي تروح و تأتي ، فخرجت من غرفتها و هي منزعجة و قالت لها بعصبية:
- لا أستطيع التركيز ما...
توقفت الكلمات في حلقها عندما نظرت إلى وجه "كارمن" فهي أول مرة ترى الدموع في عينيها و التعب يكاد يقتلها.
ركضت إلى "كارمن" و قالت صوت ملهوف:
- ما الأمر ؟ ماذا حدث؟
ردت عليها "كارمن" بصوت مخنوق :
- أين "سامي" ؟
ردت عليها في قلق:
- لقد خرج منذ قليل.
صعقت "كارمن" بما سمعته و لكن سرعان ما استجمعت أفكارها و قالت:
- أنا لا أملك رقم هاتفه ، هل هو معك؟
أخرجت "لميس" الهاتف و راحت تبحث في الأرقام حتى أخرجت رقمه ثم اتصلت به و ناولت الهاتف إلى "كارمن".
في الجهة الأخرى ، ناول "سامي" أخوه "د. فؤاد" ساعة و هو يقول:
- لقد وجدتها، أليست تلك التي كنت تبحث عنها المرة السابقة.
أبتسم "د. فؤاد" و هو يأخذها منه و قال:
- جيد ، صحيح لدي شيء أريد أن ..
قاطعه صوت رنين هاتف "سامي" ، فأخرجه "سامي" من جيبه و هو يقول:
- أعذرني لحظة
أومأ "د.فؤاد" برأسه ، فأبتسم "سامي" و رد على الهاتف و هو يقول:
- "لميس" ما ... "كارمن"؟
تأمل "د.فؤاد" تعبير وجه "سامي" و هو يبتسم بخبث لأنه يعلم ما يحدث بينما الأخر أصبح وجهه جاد و هو يستمع إلى مكالمة "كارمن".
أغلق "سامي" الهاتف و قال محاولاً أخفاء قلقه:
- سأذهب الآن.
و أنطلق خارجاً من الغرفة بخطوات سريعة حتى اختفى من نظر "د.فؤاد" ، فظهر "شهاب" أمام "د.فؤاد" و قال:
- سأذهب خلفه لأتأكد من أن "سما" قد ماتت
قام "د.فؤاد" من مقعده و قال له بحزم:
- حسناً و لكن أن حدثت معجزة و بقت على قيد الحياة فعندي لك مهمة أخرى.
أومأ "شهاب" برأسه و أختفى ليلحق بسامي.
بعد برهة قليلة، وصل "سامي" إلى البيت و دخل مسرعاً و أنفاسه تكاد تنقطع و طلع السلالم راكضاً حتى وصل إلى سكن الفتيات ثم فتح باب غرفة "كارمن" بيد مرتعشة ، ليجد "كارمن" جالسة على طرف السرير و هي تنظر إلى الأرض و "لميس" تحضنها و تهمس لها .
اتسعت عيني "سامي" وقال بصوت مضطرب:
- ماذا حدث؟ أين "سما"؟.
نظرت له "كارمن " بعين مكسورة بينما قالت "لميس" بصوت مخنوق:
- لقد اختفت.
نزلت تلك الكلمات كالصاعقة عليه ، و صاد الصمت لبضعة دقائق حتى كسرته "لميس" و هي تقول بغضب:
- الموقف الآن صعب بل قاتل لنا نحن الثلاثة و لكن أقل ما يمكن أن نفعله لها هو أن نقتحم بيت المجرم الذي فعل بها هذا و نعطيه جزاءه.
أومأت "كارمن" برأسها بينما ، ضغط "سامي" على أسنانه و هو يقول:
- لن أتركه حراً أيا كان.
(الانتقام لا يعطي ألا المزيد من الانتقام)
أنطلقت هذه الكلمات من عند باب الغرفة ، فالتفت الجميع إلى مصدر الصوت ليجدوا فتاة في الخامسة عشر من عمرها.
تجمد الجميع في أماكنهم وهم ينظرون إليها فهي تبدوا مألوفة لهم ، فابتسمت الفتاة ببراءة و هي تقول:
- أنه أنا.
عقدت "كارمن" حاجبيها و هي تقول:
- "سما"؟
نظر كلاً من "سامي" و لميس" لكارمن بتعجب ثم إلى "سما" مجدداً ، فقالت "سما":
- لقد عد إنسانة مجدداً.
قفزت "لميس" و"كارمن" عليها و احتضنوها بشدة بينما تنفس "سامي" الصعداء و جلس على الأرض فلم تعد قدماه تحتملانه.
أمسكت "لميس" بوجه "سما" بين يديها و قالت :
- أذا أنتي لست ميتة.
أشارت "سما" إلى الباب و قالت:
- لقد استيقظت في الغرفة حيث اختبأنا أنا و أمي حين هجم علينا أناس غراب منذ خمس سنوات و وجدت جسدي قد أصبح متناسب مع عمري الحقيقي.
قال "ٍسامي" و قد تغيرت نبرة صوته قليلاً:
- لقد اندمجت مع طيفك ، ربما هذه قدرة عند طيفك مثل الدرع الخاصة بي.
ابتسمت "كارمن" و قالت بصوت هادئ:
- لا يهم المهم أنها معنا الآن.
ثم أغمضت عينيها و ألقت بثقلها على السرير حيث كانت تجلس ، هرع الجميع إليها و تفحصتها "لميس" بقلق و لكنها و جدتها تبتسم فتنهدت و هي تقول:
- أنها نائمة فقط.
تنفس الجميع الصعداء و لكن "سما" نقلت بصرها بين "سامي" و بين "كارمن" ، كم تتمنى لو توقظها و تخبرها أن شقيق "سامي" هو من يطاردها لكن في نفس الوقت سيحزن "سامي" أن سمع هذا .
في صباح اليوم التالي ، أغلق "سامي" الجريدة و هو يقول في انزعاج:
- ما قصة حوادث قتل و سرقة أعضاء الشحاذين هذه الأيام ؟ .
ثم نظر إلى الدرج و هو يقول:
- هل أصعد و أطمئن على "كارمن"؟
ثم تخيل وجهها الخال من التعبير و هي تنظر إليه و تقول أنه "بتاع بنات" ، فهز رأسه ليمسح هذه الصورة ثم نظر مجددا إلى الدرج و هو لا يزال يريد الصعود.
في هذه اللحظة ، قطع صوت جرس الباب أفكاره ، فقام مسرعاً و فتح الباب و قال و هو يبتسم:
- أه .. لقد أخبرني أخي "فؤاد" أنك قادم لتسكن معنا هنا في السكن... أنا "سامي".
أبتسم "شهاب" و هو يقول:
- سررت بك .. أنا "شهاب".
أدخله "سامي" و هو لا يدري حقيقته و رحب به ترحيباً شديداً و هو لا يدري ما فعله بسما و كارمن.
في تلك اللحظة ، وقف "سما" على سلم المنزل و قد تجمدت الدماء في عروقها و هي تنظر إلى "شهاب" و الأخر نظر إليها بدوره بدهشة و لكن سرعان ما استجمع افكاره ثم أبتسم و وضع أصبعه على فمه مشيراً لها بالصمت.