موضوع: الحمض الرقمي - الفصل السادس السبت أبريل 29, 2017 6:23 pm
الحمض الرقمي - الفصل السادس
أزيكم ، أن شاء الله بخير
الصراحة لم أتوقع هذا الكم من المتابعات فشكرا و اتمنى أن الباقي يعجبكم وصلت "كارمن" إلى فيلا الدكتور فؤاد أخيراً و فحصت المكان بعينيها فوجدت عدد كبير من الأمن و كاميرات المراقبة و العديد من معدات الأمن الأخرى ، ففكرت في نفسها: - هل هذا منزل وزير الداخلية أم ماذا؟ ثم همست للكلب: - هيا لندخل فلا أعتقد أن يمكنهم رؤيتنا يا... وقفت و فكرت قليلا ثم أخرجت الديجي دي و نظرت إلى قائمة الأسماء و أكملت: - برق ركض "برق" بسرعة هائلة ثم قفز من فوق البوابة دون أن يشعر الأمن بشيء سوى نسمة هواء مرت من خلالهم ، وتابع الركض عبر الحديقة إلى أن وقفوا إمام باب الفيلا . تأملت "كارمن" الباب المصنوع من الخشب الفاخر قبل أن تفكر: - كيف سندخل؟ ثم وقعت عيناها على جرس الباب ، ففكرت قليلاً و جعلت"برق" يقترب منه ثم ضغطت عليه ، فرن الجرس في أنحاء المكان و بعد فترة وجيزة من الزمن فتحت أحد العاملات الباب ، فانطلق "برق" إلى الداخل بسرعة رهيبة. و أخيرا و صلا أمام باب الغرفة حيت تحتجز "سما" ، فالتفت "كارمن" حولها و تأكدت أن لا يوجد أحد ثم نزلت من فوق "برق" و أمسكت بمقبض الباب و فتحته ببطء ودخلت بهدوء و لكن أمام عينيها كانت "سما" ممدة على الأرض و في صدرها جرح رصاصة يخرج منه دخان أزرق مضيء. شهقت "كارمن" و أسرعت إليها وبدأت تهز فيها و لكنها لم تفق ، فبدأت يدها بالارتعاش رغم محاولتها للحفاظ على هدوئها ، ثم أخرجت الديجي دي و قربته منها و لكنها لم تعود إليه فحملتها و ركضت إلى "برق" و ضعتها عليه ثم ركبت خلفها و أمسكت بها و هي تقول بصوت مرتعش: - لنسرع من هنا . في هذه اللحظة امتلأت الغرفة بكائنات سوداء مثل الذي قابلته في المترو من قبل و قد أحاطوا بهم ، فتراجع "برق" للخلف قليلا ًثم راح يزمجر فيهم ، و لكنهم بدأو يتمسكون به من أقدامه حتى أصبح غير قادر على الحركة و بعضهم بدأ بمحاولة أمساك "كارمن" و "سما" . ركلتهم "كارمن" برجلها و هي تضغط على أسم "شداد" في الديجي دي ، فخرج في وسط هذه الأطياف ثم التفت حوله و هو يقول: - ما كل هذا؟ ردت عليه "كارمن" : - حاول أن تفتح لنا طريق أومأ برأسه و ضرب بسيفه الكائنات التي تحيط بهم فتحرر "برق" منهم أخيراً و بدأ بالركض و تبعه "شداد" و هو يضرب يميناً و يساراً حتى سبقه ليفتح له الطريق. و لكن مع كل خطوة ازدادت أعداد تلك الكائنات حتى سدوا الطريق أمامهم تماما و كلما أنهى "شداد" على بعضهم ظهر المزيد منهم. التفتت " كارمن" حولها باحثة عن مخرج منهم و لكن أحدهم سحبها من قدمها و أسقطها بعنف على الأرض و هو ليزال ممسكاً بها فركلته بقدمها الأخرى و أسرعت بالوقوف و في تلك اللحظة انطلقت صفارة الأنذار في كل أنحاء المنزل، فحين سقطت من على " برق" أصبحت مرئية فاستطاعت كاميرات المراقبة التقاطها. انتبهت "كارمن" إلى الكاميرا و همت للركوب مجدداً على برق و لكنها لاحظت أن الكائنات التفت أكثر حولها ، فقالت لنفسها: - يبدو أن الكائنات تهتم بي أنا و لا تبقي بالاً لسما. ثم نظرت إلى "سما" فوجدتها قد بدأت تصبح شفافة قليلاً، فاتسعت عينيها و قالت: - "برق" أسرع أنت و سآتي خلفك لكن لا تبتعد كثيراً حتى لا تختفي. فنظر لها "شداد" باستغراب بينما لا يزال يلوح بسيفه ، قالت له "كارمن": - سنركض نحن خلف "برق" على أمل أن تنجذب لي تلك الكائنات و يصبح الطريق مفتوح له ، فأنا أخاف أن تؤذي "سما" و هي تحاول الإمساك بي من على "برق". أبتسم "شداد" و قال: - لا تقلقي سأحميك بسيفي. ابتسمت "كارمن" و هي تحاول أخفاء قلقها و قالت لنفسها: - فلنأمل أن لا يأتي الحراس سريعاً. أنطلق "برق" حاملاً "سما" و خلفه "كارمن" و "شداد" و فعلاً لم تلقي الكائنات السوداء أي اهتمام ببرق و لكن زاد تركيزها على الإمساك "بكارمن" فبطئت حركتهم . فجأة و من وسط زحام الكائنات أمسكت يد بمعصم "كارمن" فالتفتت لتضرب من يمسكها لكنها فوجئت بأنه ليس أحد تلك الكائنات بل رجل يرتدي بذلة سوداء و يضع سماعات على أذنه يبدوا كأحد حراس المنزل. جذبها بشدة و هو يقول: - ماذا تفعلين هنا . نظرت له دون أن تنطق بكلمة و الكائنات السوداء تحوم حوله و تخترقه دون أن يهتم ، فأيقنت أنه لا يراهم ، و لكنهم بداو بالإمساك بقدمها ، وراحت تفقد توازنها. أطاح "شداد" بالكائنات من حوله و أنطلق ليخلصها من الحارس و لكن "كارمن" أشارت له بالوقوف و هي تقول: - أهتم "بسما" . قال الحارس بصوت حازم : - ما الذي تقولينه؟ التفتت له "كارمن" بدون أي تعبير في وجهها ، فأنتفض الحارس في مكانه ، ثم بسرعة بيدها الأخرى أمسكت بشعره فترك يدها التي كان ممسكاً بها ليخلص نفسه ، فأسرعت بإخراج الديجي دي و قبل أن يتمكن الحارس من الإمساك بها مجدداً وضعت شعرة على شاشة الجهاز.
أضاء المكان بشدة و خرج من الجهاز طيف الحارس و هو يرتدي ملابس مغنين الروك ان رول و يمسك بجيتار الكتروني ولديه تسريحة شعر معاصرة ، التفت حوله متأملاً المكان ثم نظر بذهول إلى الحارس الحقيقي الذي لم يدرك بعد ما حدث ثم إلى الكائنات السوداء . قالت "كارمن" : - هل تستطيع مساعدتنا؟ سأشرح لك كل شيء لاحقاً. فكر العازف قليلاً ثم صرخ في حماس: - رووووك أن رووول عزف على أوتار جيتاره فخرجت موجات صوتية مرئية عالية التردد حتى اضطر "شداد" و" كارمن " أن يسدوا أذنيهم بينما خفض "برق" رأسه. و بسبب تلك الموجة تفرقع الكثير من الكائنات السوداء و تحولت إلى دخان بينما سد الحارس أذنيه ، فاغتنمت "كارمن" هذه الفرصة وانطلقت نحو "برق" و قفزت فوقه و هي تقول للعازف: - هلا فتحت الطريق أمامنا. رد عليها بصوت حماسي: - بالتأكيد. وجه جيتاره إلى الأمام و بدأ بالعزف فتفرعت الكائنات وأصبح الطريق مفتوحاً أمامهم وهنا أنطلق "برق" بأقصى سرعته و يتبعه "شداد" إلى باب الخروج و لكن فجاة بدأت "كارمن" تشعر بالدوار و لم تعد قادرة على فتح عينيها فزت رأسها و تمسكت ببرق وهي تقول لنفسها : لا أعرف ما بي و لكن علي الصمود حتى نخرج . في هذه الأثناء، أخذ "د.فؤاد" يراقب كل شيء و هو يجلس على كرسي مريح في غرفة المراقبة بينما و قف "شهاب" خلفه. ابتسم "د.فؤاد" و هو يقول: - حقاً شخصيتها تماماً مثل "كارمن" الأخرى، و لهذا سيكون مصيرهم واحد. أومأ "شهاب" برأسه و هو يقول: - أنهم يوشكون على الهرب سيدي، هل أذهب و أنهي الأمر بنفسي. رد "د.فؤاد" دون أن ينظر إليه: - أذهب لا نريد أن تخبرهم "سما" بأي شيء أنحنى "شهاب" انحناءة بسيطة و هو يقول: - حاضر سيدي. و بدأ بالاختفاء في الدخان الأسود و لكن "د.فؤاد" و هو يقول: - أنتظر ظهر "شهاب" مجددا و على وجهه تعبير الاستغراب، فأشار الدكتور إلى الشاشة و هو يقول في عصبية: - ما الذي جاء بسامي هنا؟ نظر "شهاب" إلى الشاشة التي يشير إليها فوجد فعلا "سامي" يقف عند باب الفيلا و قد فتح له أحد الخدم، ثم أشاح بنظره إلى شاشة أخرى فوجد "كارمن" قد وصلت إلى الباب الخلفي و خرجت منه. قام "د.فؤاد" من مكانه بعصبية و هو يقول : - سأذهب لاستقباله الآن ثم سأخبرك لاحقاً بما سنفعله. أومأ "شهاب" برأسه بينما خرج الدكتور و أغلق الباب خلفه بعصبية أكثر. و أخيراً قفز "برق" من فوق سور المكان و هبط بسلاسة على الأرض و ورائه "شداد" و العازف الجديد و لكن فجأة أختل توازن "كارمن" و بدأت تميل فأسرع العازف بسندها و هي يقول: - هاي هل أنتي بخير يا أميرة؟ لم يحن موعد النوم بعد. دفعته بيدها دون أن تنطق بكلمة بينما سألها "شداد" في قلق: - هل أنتي بخير؟ أومأت برأها و قالت في هدوء: - لا وقت لدينا لنسرع للبيت و نطلب من "سامي" المساعدة. أنطلق الجميع في طريقهم للبيت و لكن ما لم يعلموه أنهم تركوا "سامي" خلفهم.