موضوع: الحمض الرقمي - الفصل الثامن السبت أبريل 29, 2017 6:41 pm
الحمض الرقمي - الفصل الثامن
أزيكم
بدون تأخير الفصل الثامن تبع "شهاب" "سامي" و هو يريه أنحاء لمنزل بخطوات واثقة و خلفهم" سما" تنظر إلى "شهاب" في قلق و حيرة و ما يغضبها أكثر هو تلك الابتسامة البريئة التي يرسمها على وجهه. و أخيراً جلس الاثنان على أريكة في الحديقة و جلست "سما" على مقعد قريب منهما، التفت "سامي" على "شهاب" هو يقول: - أذاً أنت قريب أخي "فؤاد. أبتسم "شهاب" و قال : - نعم أنا أبن خالته. هز "سامي" رأسه ، بينما سألته "سما" : - كيف لا تعرفه أليس المفروض انه أبن خالتك أيضاً؟ ضحك "سامي" و هو يقول: - لا .. "فؤاد" في الحقيقة شقيقي من الأب. ثم نظر إلى الأرض وأكمل: - لقد توفت والدته و هو صغير ، فقد كانت تحتاج إلى عملية زرع قلب و لكن الأطباء لم يجدوا واحداً في الوقت المناسب و بعدها بفترة تزوج من أمي . و مرت لحظات من الصمت و أخيرا وقف "سامي" و هو يقول لشهاب: - لا أرتاح في جو الكآبة هذا ... تعال سأريك غرفتك. انتفضت "سما" و هي تقول: - ماذا؟ رد عليها "شهاب" في هدوء: - نعم سأسكن في هذا السكن ابتدأً من اليوم. أبتسم "سامي" ببراءة و هو يقول: - نعم و غرفته بجانب جناحكم أيضا. ثم صمت قليلا و فكر في نفسه: ( أليس هذا معناه أنه سيكون قريباً من "كارمن" ... ماذا لو أعجبت به ... يا للغباء... لحظة ما الذي أقوله.) في هذه اللحظة اقتربت "سما" من "شهاب" و همست له: - لما أنت هنا؟
نظر لها بطرف عينيه و هو يقول: - لأتأكد أنك لن تفتحي فمك إلى أن أنتهي مما أفعل. عقدت حاجبيها و هي تفكر فيما يقول بينما أكمل هو : - أنا أؤكد عليكي فقط أن لا تخبري أحداً بما حدث ليلة أمس. توقفت "سما" في مكانها بينما تابع "شهاب" سيره مع "سامي" و يتفحص المكان جيداً كاللص الذي يتفقد منزلاً قبل سرقته ، وأخراً بعد فترة من الوقت توقف "سامي" و قال: - انتهينا .. سأعرفك على الباقين بعد أن يستيقظوا . أبتسم "شهاب" و هو يقول: - حسناً أذا سأذهب إلى غرفتي. صعد "شهاب" الدرج بخطوات هادئة و لكن ما أن وصل إلى أعلاها حتى أصطدم بأحدهم و تناثرت قطع معدنية على الأرض ،فوازن "ِشهاب"نفسه حتى لا يسقط من أعلى الدرج بينما سقط الطرف الأخر على الأرض. لم تكن ألا "لميس" و قد كانت تحمل اختراعا كانت تعمل عليه من أجل كليتها و عليها تقديمه غداً، تفحصت اختراعها إلى أصبح قطع متناثرة في الأرض في ذهول ، بينما لم يهتم "شهاب" و تابع سيره . صرخت "لميس" فيه بأعلى صوتها: - توقف عندك ، هل نسيت عينك في بيتك؟ توقف "شهاب" و التفت إليها و هو يفكر: ( ما بها أنا لم أقتل لها أحدا .... الآن على الأقل). أكملت "لميس": - على الأقل أعتذر أو ساعدني في تجميع هذه القطع ثم من أنت أصلاً. هز "شهاب" كتفه بل مبالاة و أكمل طريقه ، بينما اتسعت عينيها في ذهول من تصرفه و قال بصوت عال: - لهذا أكره التعامل مع البشر. أوقفت تلك العبارة "شهاب" و فكر: ( أنها نفس عبارتي) . حينها و لأول مرة ظهر على وجه بعض الذهول و أقترب منها و هو ينظر مباشرة في عينيها فتراجعت قليلا و هي تقول في توتر: - م.. ماذا؟ رد عليها: - أنا أيضاً لا أطيقهم ... ففي كل لحظة يتغير مزاجهم. أومأت برأسها بحماس و قالت: - و كلامهم أيضا ، على الأقل الأجهزة مخلصة و صادقة. صمت الاثنان للحظة ثم انفجرا في الضحك بصوت عال ، فجأة أدرك "شهاب" ما يفعل فتوقف و التفت بعيدا عنها وهو يفكر: ( ما هذا الذي أفعله أو بالأحرى لم أشعر بهذا من قبل ... الضحك هكذا). تذكرت "لميس" اختراعها فنظرت إليه بأسى و هي تقول: - ماذا سأفعل الآن؟ فكر "شهاب" و هو ينظر إليها: ( ما الذي يفعله البشر في هذا الموقف .... يعتذرون؟) أبتسم ببراءة و هو يقول: - أنا أسف. ثم التفت ليكمل طريقه ، ولم ينتبه على أنه قد داس على شريحة الكترونية صغيرة ، فأصدرت صوت كرقعة نبهت "لميس" إليها ، فتفحصتها بعينيها ثم أدركت أنها الشريحة الأم لجهازها التي تحمل البيانات الأساسية، فصرخت بعصبية : - لااااااا نظر "شهاب " إليها باستغراب و فكر: ( يبدو أنه لم يكن الاعتذار ..... أذاً التكبر؟) أقترب منها قليلاًً و نظر إليها ببرود و هو يقول: - أغربي عن وجهي أنتي و خردتك هذه. نظرت له "لميس" بذهول بينما هو نظر إلى السلم وهو يقول : - سأذهب الأن ثم مشى بعيداً عنها عبر الطرقة ، تابعته "لميس" بنظراتها الحارقة و قد أقسمت على الانتقام منه. لكن لم ينتبه أحد على ما يفعله "شهاب "في أثناء تجوله في المنزل ، فقد راح يخبئ كرات سوداء مكونة من دخان تحيط به خطوط ذهبية كتلك الأطياف السوداء التي تواجههم في كل إنحاء المنزل. و أخيراً وصل إلى الجناح الذي تقيم قيه "كارمن" و وقف أمام الباب و لكنه أنفتح فجأة و خرجت من "كارمن" و قد بدا عليها الإرهاق الشديد ، و تلاقت أعينهم و مرت لحظة من الصمت إلى أن قاطعها "سامي الذي قفز بينهما وهو يقول بصوت عال: - أذا لقد تقابلتم. ثم أشار إلى "شهاب" و هو يقول: - هذا "شهاب" سيعيش معنا الأن في السكن و .... قاطعته "كارمن" و هي تقول بهدوء: - نعم أعرفه. صدم "سامي" و قال في تعجب: - ماااااذا ؟ كيف؟ أشارت إلى "شهاب" و هي تقول : - أنه زميلي في الجامعة. نزلت تلك الكلمات كالصاعقة عليه و أخذ يفكر: ( لم يكن علي أن أعطيه الغرفة المجاورة..... غبي... قد يذهب معها إلى الجامعة الآن و يصبحوا أصدقاء و غداً ... لااااا) ترك الاثنان "سامي" و هو غارق في أحلام يقظته ، و راح شهاب يتفحص مدخل الجناح الذي تسكن فيه "كارمن" و الباقين و يفكر كيف يدخله دون أن يثير الشبهات . ففي الحقيقة أرسله "د.فؤاد" إلى البيت لكي يتخلص من "كارمن" و كل من له علاقة بالموضوع و حتى و أن أضطر إلى التخلص من "سامي" نفسه.